أعلنت «كوبولد ميتالز» (KoBold Metals)، وهي شركة تعدين ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستكشاف المعادن الأساسية بهدف التحول إلى الطاقة الخضراء، أنها اكتشفت مخزوناً ضخماً من النحاس في زامبيا. تقوم الشركة، التي يقع مقرها في منطقة خليج سان فرانسيسكو، والتي تضم من ضمن مساهميها شركة «بريك ثرو إنيرجي فينشرز» (Breakthrough Energy Ventures) المدعومة من بيل جيتس وجيف بيزوس، وشركة «تي رو برايس غروب» (T. Rowe Price Group Inc)، و«بوند كابيتال»، و«أندريسن هورويتز»، و«إكوينور إيه إس إيه»، بالحفر بموجب تصريح من السلطات الزامبية لأكثر من عام بقليل.

ووفقاً لرئيس «كوبولد»، جوش جولدمان، يُعد «مينجومبا» منجماً «غير عادي». يقارن «جولدمان» إمكانات هذا المنجم بطاقات منجم «كاكولا»، الذي طورته شركة «إيفانهو ماينز المحدودة» وشركة التعدين الصينية «زيشين» في المنطقة المقابلة داخل حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد بلغ إنتاج هذا المنجم نحو 400 ألف طن من النحاس العام الماضي. وأوضح جولدمان في مقابلة قبل مؤتمر «إندابا» للتعدين في كيب تاون: «القصة هي أن منجم مينجومبا يشبه كاكولا من حيث الحجم والدرجة». مضيفاً «أنه سيكون واحداً من أفضل وأكبر المناجم تحت الأرض».

في حين تستهدف الشركة إنتاجها الأول في أوائل العقد المقبل، فإنها لا تزال بحاجة إلى نشر تقدير محدّث للموارد، ودراسات جدوى كاملة، من شأنها تحديد القرار ما إذا كانت ستقوم ببناء منشأة يقدّر رئيس الشركة تكلفتها بملياري دولار. تستخدم «كوبولد» تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لمعالجة بيانات الحفر، وتحسين التنقيب عن النحاس والكوبالت في «مينجومبا». في ظل النقص المتوقع على المدى الطويل في معادن مثل الكوبالت والنيكل والليثيوم، لا تشعر «كوبولد» بالقلق بشأن الأسعار المنخفضة التي تلحق ضرراً بالغاً في الوقت الحالي ببعض مشاريع معادن البطاريات حول العالم.

يقول جولدمان: «نحن نضخ رؤوس الأموال في الشركة حتى نتمكن من القيام باستثمارات طويلة الأجل». وأضاف: «اهتمامنا ينصب بشدة على أسعار هذه السلع في عام 2035، ولا نهتم بما ستكون عليه في عام 2024». تحذّر شركات التعدين من عجز وشيك في النحاس، مدفوعاً بارتفاع الطلب على المعدن من مزارع الرياح والطاقة الشمسية وكابلات الجهد العالي والسيارات الكهربائية. تُحفز الثورة الخضراء المنافسة على المعادن النادرة، فيما تحاول الولايات المتحدة اللحاق بالركب بعد أن هيمنت الشركات الصينية لفترة طويلة على الاستثمار في مجال التعدين في أفريقيا.

يُعد «مينجومبا» المشروع الأكثر تقدماً في محفظة «كوبولد»، لكن الشركة تستكشف أيضاً أكثر من 60 موقعاً آخر، ويتركز الكثير من نشاطها في أستراليا وكندا والولايات المتحدة. وقد أعلنت الشركة في ديسمبر الماضي أنها اكتشفت العديد من مخزونات الليثيوم المحتملة في مواقع من بينها ناميبيا وكيبيك ونيفادا. أنفقت شركة «كوبولد» ما يقرب من 100 مليون دولار على التنقيب العام الماضي، وتتوقع أن تتجاوز هذا الرقم في عام 2024، وهي حجم مخصصات على «نفس نطاق الشركات الكبرى» مثل «بي إتش بي غروب» (BHP Group) و«ريو رينتو» (Rio Tinto)، وفقاً لجولدمان.

يمكن لمنجم «مينجومبا» أن يساعد حكومة زامبيا، ثاني أكبر منتج للنحاس في أفريقيا، على تخطي سنوات التراجع، وتعزيز هدفها المتمثل في مضاعفة الإنتاج بثلاثة أضعاف في غضون عقد من الزمن. كما يمكن للمنجم أن يضيف أكثر من نصف مليون طن من الطاقة الإنتاجية، وفقاً لجيتو كايومبا، كبير مستشاري رئيس البلاد «هاكايندي هيشيليما» للشؤون الاقتصادية والمالية والاستثمارية والتنمية. يقول كايومبا: «هذا مفترق طرق حاسم بالنسبة لزامبيا، حيث يعني أن رحلتنا للوصول إلى 3 ملايين طن متري أصبحت أكثر قابلية للتحقيق».

ويليام كلوز*

*صحفي لدى «بلومبيرج» يغطي أخبار التعدين والمعادن في أفريقيا.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لاينسنج آند سينديكيشن»