يوماً بعد يوم يتزايد الدور الكبير والمهم لدولة الإمارات العربية المتحدة على أكثر من صعيد، ولعل أهمها هو الدور الدبلوماسي الذي يعد تقريباً أهم الأدوار التي تضطلع بها الدول عامة في العالم ككل. وإلى ذلك فثمة كثير مما يميز هذا الدور الدبلوماسي الذي تبذله دولة الإمارات، والذي يتشعب عن دورها العام الكبير على مختلف الصعد وفي شتى المجالات الحياتية. ولعلنا هنا اليوم نتحدث في مقالنا هذا عن بعض تلك الجوانب، والتي من مكوناتها الأكثر أهمية -وكلها مهمة على أية حال، وهو مِن بين أسباب نجاح دولة الإمارات في كسب دور الريادة في كثير من المجالات- انفتاحها على العالم والرؤية الثاقبة لقياداتها وما تطلع به من مسؤوليات رائدة إن على المستوى المحلي أو الاتحادي أو الإقليمي أو العالمي.

وفي الإمارات عامة هناك جانب مهم، كما أشرنا في بداية حديثنا هنا حول نجاح الدولة، ألا وهو الانفتاح والتعامل الحضاري الراقي مع الجميع، لا فرق بين شخص وآخر على أي أساس كان. ولهذا نجد جاليات عربية وأجنبية تعيش بكل أمان واطمئنان وأريحية، دون أدنى تمييز بين الوافد وابن الدولة، فهذه الأخيرة تنظر للجميع من منطلق كفاءاتهم وقدراتهم وما يمتلكونه من خبرات وما يقدمونه من إنجازات تسهم في التطور والنهوض بدولة الإمارات وفي إيصالها إلى أفضل المراكز والمراتب والمؤشرات. وتقدّر دولة الإمارات، قيادةً وشعباً، ما يقوم به هؤلاء المقيمون أيما تقدير، وقد حفظت لهم كونَهم يساهمون في إبراز الصورة الحقيقية للدولة وفي إيصالها للمراتب الأولى عالمياً في شتى المجالات. وبالإضافة إلى ذلك فإن الزائر لدولة الإمارات، سواء أكان مقيماً أم سائحاً، لا يحس بوجود أدنى فرق بينه وبين غيره، حيث تحرص الدولة على إدخال الشعور بالسعادة والطمأنينة والتقدير الكبير لأي زائر وإشعاره بأنه بين أهله وفي بلده الثاني.

ويجدر القول أيضاً بأن رؤية قيادة الدولة لما يقدمه المقيمون، كان لها عظيم الأثر في هذا النجاح الهائل الذي تحققه الإمارات على مختلف الصعد، إذ لديها اليقين التام بأن لا نهضة ولا تطور لأي بلد دون الاستعانة بخبرات الآخرين وجهودهم، فهم يفيدون ويستفيدون، والمصلحة هنا مشتركة وتتضافر لتشكل نجاحاً مشتركاً كبيراً. وبناءً على المعطيات المنظورة من قبل المراقبين الإقليميين والعالميين، يتضح بأن دور الإمارات في منطقة الشرق الأوسط دور حيوي وذو أهمية بالغة في التأثير على القرار الاستراتيجي في المنطقة ككل، بما يضمن تحقيقَ كل ما فيه خير المنطقة وصالحها العام.

* كاتب كويتي