عادةً ما تشتمل شحنات البضائع غير المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية على الإمدادات الحيوية والتجارب العلمية والأشياء الجيدة مثل كريمة البندق والآيس كريم لرواد الفضاء الذين على متنها. لكن مهمة إعادة الإمداد الأخيرة تضمنت نوعاً مختلفاً من الحمولة: روبوت جراحي مصغر تم إعداده لإجراء محاكاة لعمليات جراحية.
تم إطلاق المساعد الآلي المصغر (MIRA) «ميرا» إلى المدار يوم 30 يناير2024، كما أعلن مخترعوه مؤخراً، ووصل إلى المحطة الفضائية في الأول من فبراير. الجهاز موجود في خزانة بحجم الميكروويف، وهو من بنات أفكار «شين فاريتور»، أستاذ الهندسة في جامعة نبراسكا في لينكولن، وزملائه.
أنتجت شركة «فيرتيوال انسيجن» Virtual Incision، وهي شركة ناشئة شاركت في تأسيسها شركة «فاريتور» Farritor، نسخة جاهزة للفضاء من الروبوت الخاص بها في نبراسكا قبل نقلها إلى مركز مارشال لرحلات الفضاء في هانتسفيل، ألاباما، لإجراء اختبارات مكثفة من قبل مهندسي ناسا.
يحتوي الجهاز، الذي يزن رطلين فقط، على ذراعين آليين يسمحان له بإمساك الأنسجة وقطعها. وقد تم تزويده بكاميرا وتقنية التحكم عن بعد، للسماح للجراحين بإجراء العمليات عن بُعد، في محاولة لجعل الجراحة أكثر سهولة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل ساحات القتال.
سيتم إجراء التجارب المخطط لها من قبل جراح مقيم في لينكولن، والذي سيقوم بتوجيه الجهاز عن بُعد لإجراء محاكاة تشريح ومعالجة الأشياء الصغيرة. خلال التجارب، سيستخدم الروبوت ذراعه اليسرى للإمساك، وذراعه اليمنى للقطع، تماماً مثل الجراح البشري في غرفة العمليات بالمستشفى، وفقاً لجامعة نبراسكا في لينكولن. وقال متحدث باسم شركة «فيرتيوال انسيجن» إن التجارب الجراحية ستُجرى في الأسبوع الثاني من شهر فبراير.
يقول بيان صحفي لشركة «فيرتيوال انسيجن» إن نسخة الروبوت الجاهز للفضاء، والذي يتم تطويره أيضاً للاستخدام على الأرض، يمكنه أداء كل من المهام المبرمجة مسبقاً والعمليات الجراحية عن بُعد. كما سيختبر التمرين تأثير بيئة انعدام الجاذبية على محاكاة المهام الجراحية.
على الرغم من أن نتائج الجراحة المحاكاة لن يتم نشرها إلا بعد أشهر من عودة الروبوت إلى الأرض، فإن الباحثين يقولون إن التجربة ستعزز إمكانية إجراء العمليات الجراحية عن بعد في الفضاء وعلى السطح.
وتتوقع رابطة كليات الطب الأميركية نقصاً يصل إلى 30200 متخصص في الجراحة بحلول عام 2034 في الولايات المتحدة.


ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»