روبرت لانتر، ممرض متقاعد، يقف خارج المنزل الذي اشتراه مؤخراً، والذي لا تتجاوز مساحته 600 قدم مربع، في مدينة ريدموند بولاية أوريغون على الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية. وهو منزل يمكن عبوره في خمس ثوانٍ وتنظيفه بالمكنسة الكهربائية باستخدام مقبس كهربائي واحد، لذا يقول لانتر ممازحاً زواره في البيت الجديد: عليكم القيام بجولة واحدة في كل مرة!

ويتضاءل منزل لانتر الجديد أمام منازل الضواحي المحيطة به، والمكونة من طابقين، لكن أسعار المساكن أصبحت غالية للغاية، والمنطقة التي يقطنها لانتر واحدة من أغلى أسواق الإسكان في ولاية أوريغون، وقد أصبحت تضم منازل أصغر حجماً في مربعات تم تطويرها من قبل شركات بناء محلية، لذا هناك بعض جيرانه ممن يعيشون في منازل مساحتها الإجمالية لا تتجاوز 400 قدم مربع.

إنها الأوضاع الجديدة لسوق الإسكان الأميركي، والتي أنتجتها بعض الاتجاهات المتصادمة، الاقتصادية والديموغرافية والتنظيمية، وأدت إلى جعل الوحدات الأصغر حجماً محط أنظار الأميركيين ومستقبل سوق الإسكان الأميركي عامة. على مدى العقد الماضي، ومع الارتفاع الكبير في تكلفة الإسكان، قام بُناة المنازل بتقليص حجمها بشكل منهجي لإبقاء الأسعار في متناول المشترين. وتسارعت عملية تقليص الحجم في العام الماضي في العام الماضي بصفة خاصة عندما وصل سعر الفائدة على الرهن العقاري إلى أعلى مستوى له خلال عقدين من الزمن.

 (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)