في إطار مساعيها التنموية الرائدة، وحرصها المتواصل على تنويع مصادر الطاقة، والتوسع في الطاقة المتجددة، أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة نجاحها في برنامج الطاقة النووية المدنية بعد تقييم شامل لاحتياجاتها المتزايدة من الطاقة، وقدراتها على إنتاج الطاقة. الخطوات الرائدة التي اتخذتها الإمارات في قطاع الطاقة النووية تنسجم مع التحول العالمي، تجاه الطاقة الأقل تلويثاً، والأكثر قدرة على الالتزام بمعايير الاستدامة. ومن ناحية أخرى نجد أن ما تقوم به دولة الإمارات في هذا المجال يعكس رؤية وتوجهاً صائباً جداً ومهماً بكل المقاييس، حيث انه يمثل إنجازاً رائعاً جداً، ينبغي على الدول أن تحذو حذوه.

تجربة دولة الإمارات في مشروعات الطاقة النووية باتت نموذجاً في التعاون الدولي الوثيق في مثل هذه المشاريع الحيوية، والذي يتميز بتطبيق أعلى المعايير العالمية المتعلقة بالسلامة وأعلى درجات الأمان.. وهذا التوجه أو الرؤيا الجادة للدولة هو أمر يلاقي كل تقدير ويضع البلاد على مسار تنموي غير مسبوق في المنطقة، كما ويشكل حرصاً على كوكبنا، من خلال تخفيض الانبعاثات وفي الوقت نفسه تحقيق النمو الاقتصادي المنشود من خلال توفير مصدر موثوق به للطاقة. هذا المشروع سوف يفتح الآفاق والأفكار ويحفز الدول الأخرى على السير في هذا الاتجاه لضمان تحقيق التنمية المستدامة، والتوسع في مصادر الطاقة القادرة على تلبية معايير الاستدامة، ومتطلبات كبح الاحترار ومواجهة التغير المناخي.

ولاشك أن نجاح الإمارات في الإعلان عن إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية السلمية يعبر عن نجاح جهدها المتواصل خلال فترة تصل قرابة عقد من الزمان، تضافرت فيها جهود وطنية مخلصة، وكوادر إماراتية أثبتت قدرتها على استيعاب التقنيات المتطورة من أجل مسيرة التنمية ومن أجل مستقبل أفضل. بمعنى بأن هذا الجهد باستغراقه كل ذلك الوقت.. لهو أمر غير سهل ويثبت بوجود جهد يكاد يكون خارقاً ويعطي الانطباع بشفافية وأهمية التوجه العام للدولة نحو الطاقة النووية السلمية والاستفادة منها سلمياً. ومن ناحية أخرى نقول: في العالم العربي يحق لنا أن نفخر بما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الطاقة النووية السلمية لتحقيق التنمية المستدامة والاستفادة من الطفرة التقنية، ومواكبة المسارات العالمية.

كاتب كويتي