قد تميل إلى الاستعانة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في تصميم نظام تمرين، لكن أدوات مثل «تشات جي بي تي» قد تفقدك الوجهة، حسبما يشير تحليل حديث. عندما فحص الباحثون توصيات «تشات جي بي تي»، وجدوا أن الأداة لا تعكس المبادئ التوجيهية التي تعتبر قياسية بين المتخصصين الطبيين، وفقاً لتحليل نُشر في مجلة «جمير ميديكال إديوكيشن» JMIR Medical Education. استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لإصدار توصيات تمارين شخصية، ثم قاموا بتقييم الأنظمة الموصى بها من حيث الفهم والدقة وسهولة القراءة.
طلب أحد الباحثين من أداة «تشات جي بي تي» تقديم توصيات بشأن التمارين الرياضية لـ 26 مجموعة سكانية تم تحديدها في إرشادات الكلية الأميركية للطب الرياضي لاختبار التمارين والوصفات الطبية، والتي تعتبر المعيار الذهبي في هذا المجال. وشمل السكان البالغين الأصحاء، والأطفال والمراهقين، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية، والأشخاص الذين يعانون السمنة، من بين آخرين.
كانت معظم توصيات «تشات جي بي تي» صحيحة من الناحية الواقعية، بنسبة دِقة بلغت 90.7% عند مقارنتها بـ «مصدر مرجعي قياسي ذهبي». لكن الباحثين كتبوا أن التوصيات لم تكن شاملة بما فيه الكفاية، إذ غطت 41.2% فقط من الإرشادات.
أنتجت الأداة أيضاً معلومات خاطئة عندما يتعلق الأمر بممارسة التمارين الرياضية للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والألم العضلي الليفي والسرطان وغيرها من الحالات. وكانت الإجابات أقل دقة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، حتى إنهم أوصوا بعدم ممارسة التمارين الرياضية القوية التي تناسب معظم أفراد هذه المجموعة.
كما أدت الإجابات التي تم توليدها بوساطة الذكاء الاصطناعي إلى تضليل القراء حول ما إذا كان ينبغي عليهم ممارسة الرياضة على الإطلاق، ما دفعهم إلى الحصول على تصريح طبي بممارسة الرياضة لمدة تبلغ 53% من الوقت المخصص، حتى عندما لم يكن السكان المعنيون بحاجة إلى سؤال الطبيب قبل البدء في نظام التمرين. ويحذر الباحثون من أن هذا قد يثني الناس عن ممارسة التمارين الرياضية، ما يثير قلقاً لا مبرر له، وزيارات غير ضرورية للطبيب.
لم تكن التوصيات واضحة كما ينبغي، كما يقول الباحثون: في المتوسط، كانت تُعتبر «صعبة الفهم»، وتمت كتابتها على مستوى الكلية.
بشكل عام، خلص الباحثون إلى أنه يجب على مقدمي الرعاية الصحية والمرضى على حد سواء توخي الحذر عند الاعتماد فقط على الذكاء الاصطناعي للحصول على توصيات بشأن ممارسة التمارين الرياضية، ويجب أن تركز الدراسات المستقبلية على قياس «الملاءمة والتكاليف والجدوى»، وعوامل أخرى.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»