استنتج تحليل حديث أن مزيجاً من إزالة الغابات وتغير المناخ يمكن أن يعرض معظم أنواع السحالي في أميركا الشمالية للخطر، خاصة المشاكل الصحية وانخفاض أعدادها. وتسلط الدراسة التي نشرت في مجلة «نيتشر كلايميت تشينج» Nature Climate Change الضوء على أهمية الأشجار كموطن للزواحف.
مثل الزواحف الأخرى، تعتمد السحالي من ذوات الدم البارد، على الشمس للمساعدة في تنظيم درجات حرارة أجسامها، حيث تستغل «الفرصة الحرارية» وتستلقي على الجانب المشمس من الأشجار، ثم تبرد نفسها في ظلها. ولكن من المتوقع أن يتراجع الغطاء الشجري في السنوات المقبلة جزئياً بسبب الظروف الأكثر احتراراً وجفافاً التي يتسم بها مناخ الأرض المتغير، كما أن إزالة الغابات للأغراض الصناعية آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء العالم.
وقد استخدم الباحثون نماذج حاسوبية لمحاكاة كيفية استجابة السحالي لهذه الضغوط. بالنسبة لبعض الأنواع، كان المناخ الدافئ مفيداً، خاصة في الأماكن الباردة حيث تمنح درجات الحرارة الأكثر دفئاً السحالي مزيداً من الوقت للتشمس وتنظيم درجات حرارة أجسامها وتناول الطعام والتكاثر.
ولكن عندما اقترنت إزالة الغابات بتغير المناخ، بدت الصورة في المحاكاة مختلفة ــ وأكثر خطورة. ويتوقع الباحثون أن إزالة الغابات ستؤدي إلى تقليل وقت نشاط السحالي وتقصير مواسم تكاثرها، مما يعرض السحالي في الأماكن الأكثر برودة للخطر. وارتبط فقدان الأشجار بانخفاض متوقع بنسبة 50% في النشاط بالمواقع الأكثر برودة، وانخفاض متوسط وقت النشاط بنسبة 34% بشكل عام.

وخلص الباحثون إلى أن فقدان الأشجار يلحق الضرر بالسحالي، وسيتسبب في انخفاض أعدادها بنسبة 18.2%، معظمها من المواقع الأكثر دفئاً، والتي ستصبح حارة جداً بالنسبة لنشاط السحالي بمرور الوقت.
وخلص الباحثون إلى أن هناك حلّاً: وهو التأكد من أن نسبة أعلى من السحالي يمكنها الوصول إلى الأشجار بمرور الوقت، خاصة في الأماكن الأكثر دفئاً. ويدعو الباحثون إلى وضع برامج استباقية لزراعة الأشجار وإعادة التشجير والمحافظة عليها لمنع فقدانها.

جدير بالذكر أن دراسة حديثة قد حذرت من أن الثعابين تواجه خطر الانقراض مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، حيث تفقد بعض الأنواع 90% من موائلها، ويجعل الاحتباس الحراري من الصعب على الثعابين الحفاظ على الدرجة الطبيعية لحرارة الجسم، والتأقلم مع تغيير موائلها الذي يمكن أن يقلل من توافر الطعام.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»