بحثاً عن تطوير مستمر للقطاعات الصناعية والتكنولوجية، وتعزيزاً للقطاعات الاقتصادية والإنتاجية الوطنية، شهد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، توقيع 16 اتفاقية رعاية للدورة الثالثة من «منتدى اصنع في الإمارات»، والذي تنظمه وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية- أبوظبي، ومجموعة أدنوك، ويقام تحت شعار «استثمار، استدامة، نمو» يومي 27 و28 مايو المقبل بمشاركة محلية ودولية بارزة.
وتتماشى جهود عقد ورعاية «منتدى اصنع في الإمارات»، مع رؤية القيادة الرشيدة التي تسعى لتوفير كل السبل الداعمة والممكّنة لنمو الفرص الاستثمارية بقطاعات نوعية أبرزها الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وتشجع كافة الجهات الرسمية والقطاعات الشعبية والمجتمعية على توظيف تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي بما يدعم نمو الصناعة الوطنية ويعزز تنافسيتَها على الصعد الإقليمية والدولية.
وتتمثل أهمية «منتدى اصنع في الإمارات»، في كونه يؤكد نجاح رؤية دولة الإمارات في البحث عن فرص اقتصادية واستثمارية في القطاعات غير النفطية، خاصة عقب كشف التقديرات الأولية للناتج المحلي الإجمالي الصادرة عن مركز الإحصاء-أبوظبي عن تحقيق أداء قوي لتلك القطاعات خلال عام 2023 مقارنة بعام 2022، لتثبت قدرتها على التوسع في ظل تنامي الاقتصاد غير النفطي بمعدلات مرتفعة.
ويهدف «منتدى اصنع في الإمارات»، إلى تعزيز فرص الشراكة والتعاون في القطاع الصناعي بين الشركات الوطنية والدولية، والترويج لفرص توطين المنتجات وإعادة توجيه قيمة المشتريات إلى الاقتصاد الوطني، والاستفادة من القوة الشرائية المحلية لتطوير القطاع الصناعي، بما ينسجم مع الرؤية العميقة لقيادتنا الرشيدة لتعزيز المنظومة الممكّنة والمحفزة لنمو القطاع، وخلق المزيد من الفرص الاستثمارية الصناعية سنوياً تحت مظلة مبادرات الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بحسب حديث معالي الدكتور سلطان الجابر.
ويؤكد «منتدى اصنع في الإمارات» 2024، التمسكَ الوطني بإنفاذ استراتيجية الدولة الصناعية «مشروع 300 مليار»، وتحقيق استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، والسعي لتطوير وجذب المواهب ذات المهارات العالية، وزيادة القدرة التمويلية للشركات الصناعية، وتعزيز سهولة ممارسة الأعمال، واستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية المباشرة، وإنفاذ برامج تدعم سلسلة الإمداد المحلية وتوسع نطاق الأسواق الدولية التي تصلها المنتجات المصنعة في دولة الإمارات.
كما يوفر «منتدى اصنع في الإمارات»، فرصةً مهمةً للمستثمرين والمصنِّعين المحليين والدوليين لتقديم رؤيتهم بشأن تنمية وتطوير الصناعات المتقدمة، والترويج لحلول الطاقة النظيفة، وتعزيز التصنيع الغذائي والدوائي، وجذب الاستثمارات الصناعية ودعم التحول التكنولوجي، ويؤكد التزام وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بتمكين وتحفيز الشركات الوطنية والعالمية العاملة بالقطاع الصناعي الإماراتي، كما يدعم المنتدى الشبابَ المواطنين المبدعين مِن رواد الأعمال والشركات الناشئة لإطلاق مشاريعهم والتعريف بفرص التعاون الاستثمارية المحتملة.
وتجدر الإشارة إلى أن «منتدى اصنع في الإمارات»، وكما أكد عمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة قد شهد خلال الدورة الماضية نمواً مهماً في الصفقات التي التزمت بها الشركات الرائدة في الدولة، والتي بلغت قيمتها 120 مليار درهم سيتم استثمارها خلال الأعوام المقبلة، وكذلك قفزت المنتجات التي يمكن تصنيعها محلياً إلى أكثر من 1400 منتج مقارنة بـ300 منتج تم الإعلان عنها في الدورة الأولى من المنتدى. كما شهدت الدورة الثانية للملتقى إطلاق جوائز «اصنع في الإمارات» لتكريم الشركات الأكثر مساهمةً في النمو الصناعي والتكنولوجي والتوطين والاستدامة والابتكار، وتم توزيع الجوائز على 10 فئات تندرج تحت 4 تصنيفات رئيسة هي: مصانع المستقبل، والمساهمة في القيمة الوطنية المضافة، والممكنات الصناعية، والريادة والموهبة. وكذلك تم تكريم 13 شركة وطنية وأجنبية ناشئة في القطاع الصناعي.
ومما لا شك فيه أن «منتدى اصنع في الإمارات»، وبالنظر إلى طبيعة الموضوعات المقترحة، وأجندة أعماله، وكذلك على ضوء الأطراف المشاركة فيه، والمستهدفات التي يسعى إليها، والممكنات التي توفرها الدولة، يؤكد تمسكَ الإمارات بمواكبة التحول في القطاعات الصناعية والتكنولوجية، وتمكينها من تجاوز تحديات مصدرها البيئة الإقليمية والدولية، وخلق بيئة مواتية جاذبة لكافة الأطراف الساعية للتواجد في محيط يخدم تطلعاتها المستقبلية.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية