لعله من غير المبالغة إذا قلنا بأن صفات المدينة الفاضلة التي تحدث عنها الفلاسفة قديماً، أي المدينة القائمة على النظام والعدل والرخاء تحت إدارة الحكماء وأهل الرأي والبصيرة.. صفات تتوفر في دولة قائمة الآن على أرض الواقع، يجد فيها المواطن والمقيم والزائر أصدق آيات الاحترام وأرقى أنواع الخدمات وأكمل وسائل النجاح والسعادة.

إنها دولة الإمارات العربية المتحدة، الفاضلة في جميع جوانب حياتها والمختلفة عن غيرها، ليس في المظهر العمراني فقط، بل في كل شيء تقريباً، في المستوى الحضاري والسكاني والأداء الخدمي الحكومي والخاص. إنها دولة أساسها الإنسان نفسه، سواء أكان مسؤولاً أم موظفاً أم عاملاً أم مراجعاً، كبيراً أم صغيراً، رجلاً أم امرأة، مواطناً أم مقيماً أم زائراً.. حيث نجد معاني الفضل وصفاته متجلية في كل شيء، في الشارع، في العمل الحكومي، في العمل الخاص، في المراكز التجارية، عند أماكن العبادة، وفي المطاعم والأسواق.. في كل موقع نجد الفضائل، ونلمس الوعي والرقي متجسدين في أرقى الصور.

وعليه فتلك المقدمة حول صفات المدينة الفاضلة تكاد تنطبق على دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة النموذجية في كل المجالات الحياتية، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. فالسياسة التي انتهجتها القيادة الحكيمة لدولة الإمارات، أوجدت اقتصاداً مزدهراً، وبيئةً آمنة، وخدماتٍ راقيةً، ودخولا مجزيةً للجميع، ومجموعةً واسعةً من فرص العمل.. وهو ما جعل الشبابَ فيها محسودين مِن قبل نظرائهم الآخرين في العالم أجمع، كونهم يعيشون في دولة الإمارات التي يتمنى الجميعُ العيشَ فيها، كما تطمح الدول إلى الاقتداء بنموذجها التنموي المبهر. وفي ذهن الشباب العربي بالخصوص عواملُ جذب أخرى لدولة الإمارات، تشمل احترامَها التقاليدَ الثقافيةَ، وجودةَ نُظمها التعليمية، وسهولة بدء الأعمال فيها.

وبناءً عليه فإن تلك المعطيات والصفات تجعل من الإمارات مكاناً مفضلاً للعيش بالنسبة للكثيرين. ووفقاً لنتائج آخر استطلاعات آراء الشباب في العالم فإن دولة الإمارات العربية المتحدة هي البلد المفضل لحوالي 40% من الشباب العربي، بفارق هائل عن أول دولة تليها في الترتيب، كما اعتادت دائماً على التحليق عالياً في مؤشرات التنمية والتنافسية والاستدامة وجودة الحياة وسهولة الأعمال ومستوى البنية التحتية.. إلخ. والإمارات من الدول الساعية لإسعاد شعبها بكل الوسائل والأساليب المتاحة، وهي أول دولة في العالم تستحدث وزارةً للسعادة، وهو مؤشر ودليل على انتهاجها سياسات المدينة الفاضلة.

*كاتب كويتي