ليس من السهل أبداً بالنسبة لي إعادة النظر في قناعاتي الأساسية، لكني الآن مجبر على التشكيك في عدم إيماني السابق بوجود دور للشيطان في بعض الأحداث والأمور. كما أنني مجبر على مواجهة هذا الاحتمال بحقيقة أنه من وقت لآخر يبدو أن أجهزتي الإلكترونية تقع تحت حيازة شيطانية.
الآن، يجب أن أبدأ بالقول إنني لست شخصاً لديه عداء طبيعي تجاه التكنولوجيا الشخصية، فأنا أكون عقلانياً تماماً عندما ترفض آلات الدفع الذاتي في السوبر ماركت السماحَ لي بالمضي قدماً حتى أضع آخر عنصر اشتريتُه في منطقة التعبئة. على الرغم من هذه الجهود، فإن التكنولوجيا تجدني ناقصاً، فأنا غير مرغوب فيَّ داخل المجتمع القائم على السيليكون، وقد أصبح الوضع سيئاً للغاية لدرجة أنه أعاد إلى الأذهان إمكانيةَ وجود دور للشيطان!
دعوني أصف الأحداث التي وقعت قبل أيام الآن، عندما كانت التكنولوجيا سيئة بشكل خاص بالنسبة لي. استيقظت في شيكاغو لأجد أن هاتفي، الذي يتم شحنه عادةً عبر المنفذ الموجود في الأسفل، لم يعد يقبل الشحن من هذا المنفذ. لم أفكر كثيراً في الأمر، على افتراض أنني أستطيع تنظيف بعض الغبار أو شيء من هذا القبيل.
ثم حاولتُ إقرانَه بسماعات الأذن الخاصة بي، والتي عادةً ما تقترن به تلقائياً.. لكن لا توجد استجابة. يحدث هذا أحياناً، لذا حاولت توصيله بسماعات الأذن الاحتياطية، تلك التي تبدو وكأنها تبث موسيقى من قاع المحيط الهادئ. رفضتْ هذه أيضاً أن تكون في وضع التحدث. ذهبتُ إلى صفحة البلوتوث على الهاتف، ولم أجد سوى مجموعة من القراءات التي تدل على أن البلوتوث «غير مفعّل». لقد فعلتُ ما سيفعله أي خبير تقني في مثل هذه الحالة، إذ قمت بفرك سماعات الأذن على هاتفي بطريقة دائرية مغرية اعتقدتُ أنها قد تعزز التقارب. وضعتهما في أذني ومسحت الهاتف على خدي بضغط لطيف، لكنه حازم. ومع ذلك، رفض الهاتف وسماعات الأذن التزامن. يتحدث الناس كثيراً عن الذكاء الاصطناعي، لكن ليس بما فيه الكفاية عن العناد الاصطناعي. ومما زاد الطين بلة أنني عندما كنتُ متوجهاً إلى المطار، أخبرني تطبيق «فايند ماي» Find My أنني تركتُ سماعات الأذن التي رفض هاتفي التعرفَ عليها في المقام الأول. وفي المطار، خطر لي أنني قد أقوم بتنظيف منفذ الشحن باستخدام تقنية الشفط. لذا، إذا كنت في مطار «ميدواي» الدولي، يوم الجمعة الماضي وسألك طفل صغير: «لماذا يشفط هذا الرجل هاتفه؟»، فذلك الرجل كان أنا.
صعدتُ على متن الطائرة وأنا واثق من أن شركة «ساوث ويست» لديها خدمة «واي فاي» موثوقة للغاية. لكن المضيفة أبلغتنا أن الخدمة لا تعمل هذه المرة، إنه الشيطان. وصلت إلى المنزل ووجدتُ أن شبكة «واي فاي» المنزلية لا تعمل أيضاً. لكني قمتُ بإصلاح المشكلة عن طريق إيقاف الجهاز وتشغيله مرة أخرى، وهي مناورة تُظهر، كما يقول الأشخاص في وادي السيليكون، أنني «ماهر في استخدام التكنولوجيا».
أثناء وجودي في المنزل، كان علي طباعة ستة مستندات. اعتدتُ أن تكون لدي طابعة كانت تعمل بشكل جيد حتى قررت ذات يوم أن خراطيش الحبر الخاصة بي أصبحت «تالفة» ورفضتْ إجراء أي طباعة أخرى. قمتُ بشراء المزيد من خراطيش الحبر من الشركة المصنعة للطابعة، لكن طابعتي ما زالت ترى ظلالاً في جميع الخراطيش الجديدة.
اشترينا طابعة جديدة، لكنها كانت متعجرفة. إذ أن مطالبتها بطباعة شيء ما يشبه التقديم إلى جامعة هارفارد. كانت مستعدة لطباعة مقال من مجلة «ديدالوس» وورقة أكاديمية عن الشيخوخة، لكنها لم تكن راغبة في طباعة أربع وثائق أخرى من الصحف والمواقع الإلكترونية.
ربما تقرأ هذا السرد وتعتقد أن المشكلة تتعلق بي. فأنا أحمق في مجال التكنولوجيا ولا أعرف كيفية إصلاح الأشياء. أنا منفتح على هذا الاحتمال. عندما ذهبت آخر مرة للتسوق لشراء سيارة وبدأ مندوب المبيعات في شرح الميزات الإلكترونية المذهلة في الطرازات الجديدة، لم أتمكن من متابعته بعد 0.7 ثانية. لكني أذكركم بالحقيقة الأساسية. الأدوات التي كانت تعمل معي في دقيقة واحدة توقفت عن العمل في الدقيقة التالية. أريد أن تتمتع مهاراتي التكنولوجية بقدرات عديدة، لكن الإرادة الحرة ليست من بينها.
وأنا أكتب هذه القصة الحزينة، نبهني جهازُ الكمبيوتر الخاص بي إلى ضرورة إيقاف تشغيله لإجراء تحديث أمني حيوي، كما يحدث كثيراً عندما أكون في الموعد النهائي. لمدة عقد من الزمن، إذا قمت بحذف بريد إلكتروني من هاتفي، فسيتم حذفه أيضاً من جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي، لكن في أحد الأيام، توقف ذلك عن العمل أيضاً. في كل مرة أقوم فيها بتسجيل الدخول إلى الموقع الإلكتروني للمصرف الذي أتعامل معه، باستخدام نفس جهاز الكمبيوتر في كل مرة، أتلقى رسالة بريد إلكتروني تخبرني بأنه تم اكتشاف جهاز جديد. ولا تجعلني أبدأ في طرح أسئلة أمنية ذاتية. كيف من المفترض أن أتذكر ما هي الطبقة المفضلة لدي من البيتزا قبل 15 عاماً عندما فتحت هذا الحساب؟ الأشخاص ينمون ويتغيرون.
أفكر في العثور على «روحاني» يمكنه القيام بعملية طرد الأرواح الشريرة على نطاق واسع، كما في فيلم ليندا بلير القديم. لكن قبل أن أفعل ذلك، اسمحوا لي أن أرسل هذا إلى المحرر قبل أن يتعطل جهاز الكمبيوتر الخاص بي.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»