تكتسب الزيارة التي يؤديها، اليوم الاثنين، صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان الشقيقة، لدولة الإمارات العربية المتحدة، للقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أهميةً كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين ولتوسيع آفاق العمل المشترك ولترسيخ التكامل تحقيقاً للمصالح المتبادلة، بما يحقق مزيداً من النمو والتقدم لصالح الشعبين الشقيقين، ولبحث التحديات المختلفة من أجل بناء مواقف متسقة في ضوء التطورات الإقليمية. وتستند العلاقات الإماراتية العمانية إلى أسس راسخة من الروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، تأسست بحكم الجوار الجغرافي وتعززت على مر التاريخ، وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. لتشكل روابطَ راسخة وعميقة تتوارثها أجيالُ الشعبين الشقيقين، مكوِّنةً علاقاتٍ ثنائيةً متميزة ومتفردة. وعلى هذه الخلفية تأتي الزيارات المتبادلة لترسم ملامحَ مستقبل مشترك يلبي طموحات الشعبين الشقيقين ويؤكد ديمومةَ رؤى وتصورات قيادتَي الدولتين الشقيقتين.

وترتبط دولة الإمارات مع سلطنة عمان بعلاقة قوية ممتدة تأسست انطلاقاً من علاقة الأخوّة التي جمعت المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، والتي سطَّر التاريخُ تفاصيلَها منذ عقود، فعززت من الروابط بين الشعبين الشقيقين، حيث شكلت أول زيارة أداها المغفور له الشيخ زايد للسلطنة في عام 1968 لبنة أساسية في صرح العلاقات الثنائية، وذلك بالتزامن مع الخطوات الأولى لتشكيل دولة الاتحاد. ومثلت تلك الزيارة نقلةً نوعيةً في شكل ومحتوى العلاقات الإماراتية العمانية التي تعززت عبر عقود من التقارب الذي تجسد في اتفاقيات مشتركة ومذكرات تفاهم ثنائية. وكان تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية جزءاً مهماً من مسيرة التعاون المشترك، سعياً للتكامل على صعيد أكبر بين الدول الخليجية.

لقد ظلت العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان نموذجاً يُحتذى في العلاقات الثنائية، فكانت علاقات وثيقة العرى راسخة الدعائم، ترتكز على التاريخ والجغرافيا ووحدة الهدف والمصير وتطابق الرؤى والأهداف. وكانت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عمان، تلبية لدعوة أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان، في سبتمبر 2022 انطلاقةً جديدةً لقنوات وآفاق للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات ولتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى. وقد وقّعت دولة الإمارات وسلطنة عمان الشقيقة، على هامش تلك الزيارة، عدداً من مذكرات التعاون المشترك تغطي طيفاً واسعاً من المجالات التي تعزز العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين، وتشمل التعاون في الثقافة والإعلام والسكك الحديدية والتعليم والبحث العلمي والثروات الزراعية وأسواق المال.

ونحن اليوم في استقبال سلطان عمان نحتفل ونحتفي بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين، ولا شك في أن هذه الزيارة ستشكل قفزةً أخرى بالعلاقات الثنائية، وسوف تصنع مزيداً من التفاهمات والحلول لمواجهة التحديات المشتركة في ظل تسارع المتغيرات والأحداث في المنطقة والعالم. وهي فرصة تاريخية لتعزيز مسيرة التعاون وتوثيق خطى التشاور والتكامل بين البلدين، وتأكيد أواصر الأخوّة العميقة والمحبة المشهودة والتنسيق التام في ظل ظروف إقليمية تستدعي توافق الرؤى وتكامل الجهود، وصولاً لتحقيق الأهداف المشتركة المنشودة.

*كاتبة إماراتية