«مالامائينا» مصطلح فريد من نوعه في اللغة الهاوائية التي يتحدث بها سكان هاواي الأصليون، لكن المفهوم الكامن وراءه عالمي بامتياز بين الشعوب في أرجاء العالم فهو يعني أنه: عندما نهتم بالأرض، فإننا نهتم بأنفسنا والأجيال المستقبلية. وفي هاوي، انتشر المفهوم في كل مكان، من صانعي ألواح التزلج المحليين الذين يعدون بأن كل لوح مصنوع من مواد محلية بنسبة 100% إلى الفصول في الجوانب الثقافية والعلمية لخدمة أراضي هواوي في كلية «مجتمع كاواي».
ويبدو أن مصطلح «ملامائينا» أضحى في جوهر ثورة خضراء. فولاية هاواي قد وعدت بالحصول على جميع احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2045. وهذه الروح جعلت من الولاية رائدة على المستوى الوطني، فإذا كان يمكن لهاواي أن تحقق هدفها، فمن الممكن أن تصبح قاطرة لبقية الولايات وغيرها.
غير أن الحقيقة هي أن «ملامائينا» أكثر من مجرد ثورة للخلايا الضوئية وتوربينات توليد الطاقة من الرياح، فهي طريقة ثورية للتفكير.
فعلى مدار 100 عام، ارتكز مجتمع حماية البيئة الغربي على مفهوم أن البشر والحفاظ على الطبيعة لا يجتمعان. فالطريق إلى إنشاء متنزهات وطنية في أميركا انطوى على طرد أميركيين أصليين من مناطقهم. ومنذ ذلك الحين، كان لهذا النموذج في حماية البيئة تأثير كبير، بل وانتشر من أميركا إلى أفريقيا.
ومن المنظور الغربي، ربما يكون هناك منطق واضح، فالمجتمعات الغربية نشأت بصورة أساسية من استهلاك الموارد الطبيعية. وتعزيز الحضارة الغربية كان معناه انحسار الطبيعة، وجعل إنشاء المتنزهات من الاستثناءات المقصودة.
بيد أن «ملامائينا» يعرض وجهة نظر مختلفة، فربما أن البشر والطبيعية يمكنهما العيش معاً. وهناك أدلة كثيرة على ذلك. فعلى سبيل المثال، لتحقيق هدف حماية 20% من أرضها العام المقبل، عهدت كندا برعاية غاباتها الشجرية إلى مجتمعات «الأمم الأولى»، التي تشكل سكان كندا الأصليين.
ويعيش السكان الأصليون على 18? من أراضي العالم، وإذا تم تمكينهم فيمكنهم إحداث فرق، لمصلحة الـ82? الأخرى من سكان الكرة الأرضية. وهاواي تقدم نموذجاً لكيفية حدوث ذلك.
*كاتب أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»