إنه يوم تنصيب الرئيس الأميركي، 20 يناير 2017. ترامب يبحث عن رسالة رسمية من باراك أوباما في ورقة عليها شعار البيت الأبيض. لكن لا يوجد شيء. ترامب متضايق. يمسك بهاتفه ويكتب تغريدة على تويتر. لكن التغريدة لا تُنشر. ويعتقد ترامب أن هناك خللاً ما في أمان اتصالات البيت الأبيض. عليه أن يبحث الأمر لاحقاً. أما الآن فهو يحتاج إلى أن يعيش اللحظة. ويخطب ترامب قائلا: «لقد فعلتها. بطريقتي. قالوا إنني خائن مجنون وخطير وتهديد للأمن القومي ومرشح من سيبيريا أقوم بالتنسيق مع فلاديمير بوتين. إن ظل هيلاري كلينتون، مايكل موريل الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. أي. أيه.) الذي قدم معلومات استخباراتية زائفة جعلتنا نخوض حرب العراق التي عارضتها منذ البداية حتى لو قلت عكس هذا، هو من يصفني بأنني عميل غافل لروسيا. وهذا يذكرني بضرورة الاتصال بفلاديمير من الخط الساخن لأرى ما الذي يفترض بي فعله الآن. إنني أمزح فحسب». «لدينا الكثير مما يتعين إنجازه. لكن لحسن الحظ فإن لدي أفضل تمثيل غذائي على الإطلاق. أريد تعيين مجلس الوزراء. سأجعل من ايفانكا (ترامب) وزيراً للخارجية. وتيفاني (ترامب) وزيراً للدفاع. سأجعل الأمر في الأسرة.. ودع رودي جولياني ونيوت جينجريتش وكريس كريستي يتصارعوا على الفتات». «إن طبعي مثالي لهذا العمل. إنه أفضل طبع في تاريخ الطبائع. والضجة التي أثيرت بشأن ما إذا كنت مجنوناً كي أتولى هذا العمل ليست عادلة. لقد كانت الضجة كبيرة لدرجة أن الدكتور فيل والدكتور درو ظهرا معاً على التلفزيون ليحللا ما يطلق عليه اضطراب الشخصية النرجسي. لقد قالا إن هذا يحدث حين يكون هناك جنون عظمة وشعور بكامل القوة وهو طبيعي في الطفولة وينتقل إلى سن الرشد. وقالوا إن الأعراض زائدة إلى حد الولع بالحصول على السلطة وتحقيق النجاح والرغبة في استغلال الناس. أهذا يشبهني ولو من بعيد؟ لا على الإطلاق. إنه يبدو أكثر شبهاً ببيل كلينتون أو تيد كروز». «الجنون بشأن جنوني وصل قمته في أغسطس حين هرع الكونجرس بعد العودة من عطلته ليقر تشريعاً يتطلب أن يجتاز مرشحو الرئاسة اختباراً نفسياً. إن الكونجرس لم يستطع الحصول على المال لمحاربة فيروس زيكا لكنه وجد طريقة لإجباري على الخضوع لاختبار رورشاخ. واجتزت اختبار الألوان وحققت أفضل درجة على الإطلاق. وقال طبيبي إنني أكثر الرجال صحة على الإطلاق لأخوض السباق على منصب الرئيس وها أنا قد خضت السباق». «إن شبكة كلينتون الإخبارية وشبكة إم. إس. إن. بي. سي. وصحيفة نيويورك تايمز الفاشلة، كلها متحيزة للغاية. إن المرء ليظن أن هيلاري فازت بالرئاسة وليس أنا. إنها ما زالت تظهر في الأنباء. هيلاري المحتالة مزدهية للغاية بذاتها وواثقة بشدة بنفسها لدرجة أنها انسحبت من ولايات مثل فيرجينيا وكولورادو حين لم أكن قد بدأت فعلياً حملتي فيهما. كانت أسرتي وأصدقائي قلقين بشأني حين انخفضت معدلات التأييد لي بشدة في أغسطس. لقد اعتقدوا أنني لن أستطيع التعافي. لكني كنت أعرف أن استطلاعات الرأي مزيفة». «البيض الغاضبون منخفضو التعليم.. هؤلاء الكارهون أعطوني الكثير من الحب والدعم. إنهم صدقوني حين قلت إن الاقتصاد وصل إلى القاع حتى لو كانت أرقام الوظائف والرواتب تشير إلى غير هذا. لم أكن عبيطاً، بل هيلاري.. تلك الكذابة بشكل مرضي لم تستطع قط أن تقدم قصصاً مستقيمة بشان بريدها الإلكتروني. إنها مثيرة للاشمئزاز.. لقد ثبت أنها مضطربة وغير متزنة حقاً. إنها شخص غاضب للغاية. إنها شخص أبيض غاضب كان يجب أن تكون من أنصاري. لا أعرف لماذا تبتسم دوماً حين أراها في التلفزيون. إنها تطاردني عملياً. كل مرة أراها في وقت متأخر تظهر في صور حول البيت الأبيض. يجب أن أخبر الشرطة الرئاسية كي تطردها». ثم يظهر وصيفان في معاطف بيضاء يقودان المرشح الرئاسي السابق الذي لحقت به هزيمة ساحقة أمام هيلاري. وبعد كل صرخاته: «احبسوها.. احبسوها»، حُبس هو. وقال أحد الوصيفين بهدوء: «سيد ترامب، لقد حان وقت علاج الاندفاع وتقليص الهلاوس.. إننا نحتاج إلى الرحيل مبكراً. سيكون من الحمق أن نضيع حضور حلف اليمين الدستورية اليوم للسيدة الرئيسة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»