العمل هو ما يغرس حب الوطن في نفوس النشء، نحن ننتمي إلى الأرض التي ولدنا فيها ونحبها لأننا جزء من عُمّارها. فالإنسان يحب ما يبنيه ويعمره. وتعزيز مشاعر الانتماء لهذه الأرض الطاهرة في نفوس أبنائها، وتحصينهم ضد حملات التضليل التي تستهدف أمننا واستقرارنا، هما أساس راسخ في علاقة الوطن - العمل - المواطنة. قامت حضارتنا المجيدة على أساس متين من القيم والثوابت مستمدة دستورها ومنهجها من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتحكيم شريعة الله. هذه القيم هي ما يحصن وطننا الغالي. وعلينا أن نعمل بجد من أجل هذا الوطن الغالي الذي يستحق منا الكثير. فقد منحنا الأمن والأمان، وأعطانا الأكثر حتى أصبحنا من الشعوب ذات المكانة التي لها حضورها وتأثيرها في العالم. العمل يقدم الإنجاز، والمواطنة هي الحفاظ على المنجزات. وينبغي أن نعمل على مواصلة مسيرة التنمية. فالشعوب تتقدم وتزدهر عندما يحافظ أبناؤها على منجزاتهم لتكون دافعاً قوياً على مضاعفة الجهود للوصول إلى مصاف الدول العظمى. التاريخ يسجل شهادته للشعوب العاملة التي تحفظ لنفسها وأجيالها ما تم إنجازه وتراكمت فيه إنجازات الأجيال. إن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك رؤية حضارية للتنمية عمادها ومحورها الاهتمام اللامحدود بالإنسان الإماراتي وتوفير كل ما من شأنه رفع مستوى معيشته على المستويات كافة. فهي ماضية في الارتقاء بالإنسان والتعرف على احتياجاته والاستجابة لتطلعاته باعتباره أثمن الثروات إيماناً من القيادة الحكيمة بقدرته على صنع التقدم ورسم المستقبل الأفضل لهذا الوطن. يا شباب الوطن.. أيها الشباب الناجح.. يا شباب بلادي.. أنتم ضربتم للعالم أسمى آيات الفخر والعزة. فأنتم المبدعون، وأنتم الطامحون، وأنتم الناجحون، إنها الأيدي بأيدي بعض تواصل النهضة الخيرة لهذا البلد الخيّر، فأنت يا وطني إنما يشهد لك العالم أجمع بعطائك وكرمك ويعجزون عن وصف محاسنك، فكيف بنا نحن أبناؤك؟! إن القائد الحقيقي هو من يحس بنبض شعبه. وهذا ما تسعى إليه قيادتنا في التواصل المباشر مع المجتمع، وتعزز سياسة الأبواب المفتوحة التي ينتهجها الحكام، وتشكل أساساً فعالاً للتواصل مع الشرائح كافة، من كبار السن لنقل تجاربهم إلى جيل الشباب. علاقة القائد بشعبه في الإمارات خصوصية واستثنائية أنشأت قيمة كبرى هي الانتماء للوطن والشعب والقائد وجاءت بالفطرة والصدق وليس بالتحزب والأيديولوجيات السياسية. كل إماراتي يدرك أن قيادتنا تضع المواطن في مقدمة اهتماماتها باعتباره أولوية مطلقة. وعلى هذا الأساس جاء التواصل الأمثل مع المواطن وتطلعاته. هذا التواصل هو لبنة تشكيل المشاريع وبرامج العمل التي تبني البلاد عبر مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة في مختلف مناطق الإمارات. نضرب مثلاً في واحدة من مؤسسات البناء والإعمار في البلاد، إنها (شركة أبوظبي للخدمات العامة - مساندة) التي تتكلف سنوياً ما لا يقل عن 80 مليار درهم تنفقها في تصميم وإعداد وإنشاء ما يزيد على 300 مشروع خدمي للمواطن في إمارة أبوظبي، انظر حولك فسترى "مساندة"، في الطرق الحديثة والمدارس المبتكرة والمساكن الجميلة المليئة بما يضمن رفاه المواطن في عيشه، وتأمين حياة كريمة له ولعائلته، أيادي البناء في "مساندة" تلمس المستشفيات وتزودها بأفضل الأجهزة المتطورة. تلمس الأرض فتعمرها ببنى تحتية لا تراها العين، لكنها جزء من عمارة العصر الحديث. ميزانيات كبرى تُصرف سنوياً في قطاع البترول والمطارات والموانئ، والنقل والكهرباء والطاقة، وفي تشييد المحال التجارية وأماكن الرفاهية، هذه الميزانيات هي ما أحال وطننا إلى جنة من جنان الله على الأرض. وراء هذا الوطن العامر جهود قد لا تتضح للعيان، إنها جهود حثيثة ومتابعات دؤوبة داخل أروقة المكاتب في الحكومة، لا تكل ولا تمل لتؤمن لأبناء الوطن المخلصين ما يلزمهم وتتأكد من إنجاز المشاريع بأسرع وقت وبأفضل المعايير. إنها عقول تحرك إيقاع الجهات الخدمية وتسعى بشكل مستمر إلى توفير الخدمات وإيجاد أفضل الطرق التي تُسهّل على المواطن إنجاز معاملته سواء بالتواصل المباشر عن طريق مكاتب خدمة العملاء وعن طريق الخدمات الإلكترونية، قد يغفل البعض دور دائرة التخطيط العمراني والبلديات وسعيها المتواصل والدؤوب للتواصل المباشر مع المجتمع، لكنها ماكينة لا تتوقف ولا تستريح لكي يشاهد المواطن الشوارع المزينة والخضراء. لمسة الخدمة الحكومية المتفانية يحسها أبناء وطني والمقيمون على حد سواء، في كل شارع ومنزل ومكان للترفيه. انظروا دور السياحة والمجهود الجبار الذي تقوم به دائرة السياحة والتراث والتي جعلت من أبوظبي وجهةً يقصدها كل العالم. ها هو متحف اللوفر- أبوظبي يقف شامخاً ليشهد كيف توجه الإمكانيات والكوادر المالية والبشرية لرفعة الإنسان. جيلنا يبني وكذلك يُعد الأرضية للأجيال القادمة، وفي كل منهاج تعليمي صحيح، وفي كل تدريب تقني وعملي، يبني الإماراتي مستقبله، ولأن الإنسان هو عمارة الأرض، فتوجيه الموارد هو ركن أساس من العمل والإنجاز، هيئة الموارد البشرية في الحكومة لها دور كبير في تدريب الكوادر، ومتابعة توطين الوظائف، واختيار أفضل الكوادر وأجدرها يداً بيد مع كافة المؤسسات في الإمارة. بيئة العمل تزدهر في بيئة يتوفر فيها الأمن والصحة، فهما لازمتان ضروريتان، بلدي هو بلد الأمن والأمان، وبلد الرعاية الصحية المتفانية، هناك، في مكاتب الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي، يتم التنسيق بين الدوائر والأجهزة الحكومية المختلفة، إنها الإدارة الحكومية المسؤولة عن التناغم بين الإدارات والرقيب الصارم على حسن الأداء والمسؤولية، هذه رسالة الإمارات الإنسانية، لمواطنيها وللمقيمين وللمنطقة وللعالم، يحملها إعلام مخلص يسعى لأن يواكب الأحداث والتحديات معاً، هذه رسالة المواطن الإماراتي لنفسه أيضاً، يحث الخطى لمزيد من البناء، إنها رسالة أرض زايد الخير، وكل عام وبلادنا في تطور وازدهار.