من منا لم يصادف في حياته متاعب ومشاكل وهموم، وكم من المشاكل هي التي تتشابه بيننا، ولكن لكل منا قدرته على التكيف مع مشاكله والأوضاع من حوله، فالبعض قد يتفاعل مع المشكلة بشكل سلبي فيضعف، وقد يتفاعل البعض الآخر مع المشكلة فيقوى ويناضل ولكن لا يغيرها، وقد يتمكن الجزء الأخير من تغيير المشكلة ويحولها لصالحه، فالإنسان بطبيعته مخلوق يؤثر ويتأثر مع الأحداث والمجريات، ولكن هناك من يستفيد من هذه المرحلة، فيقوى ويشتد ساعده وهناك من يضعف ويتهالك جسده، فنحن كقصة الابن الذي شكى لأبيه من مصاعب الحياة، كلما حلت مشكلة تظهر له أخرى... فاصطحبه أبوه إلى المطبخ، وملأ ثلاثة أوان بالماء، ووضعها ?على النار، وأسقط في الأولى جزرة، وفي الثانية بيضة، وفي الثالثة حبات من القهوة. نفذ صبر الفتى.. أطفأ الأب النار فأخرج الجزرة والبيضة، ?ووضع كلاً منهما فى وعاء.. وصب القهوة فى فنجان..... وطلب من ابنه أن يتحسس الجزرة فلاحظ أنها أصبحت طرية... ثمَّ طلب منه أن ينزع قشرة البيضة فلاحظ أنها أصبحت صلبة.. ثم طلب منه أن يشرب بعضاً من القهوة سأله الفتى: لم كل هذا؟ ?فقال: لكي تعلم يا بني أنَّ كلاً من الجزرة والبيضة والقهوة واجه نفس الخصم، ألا وهو المياه المغلية لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف... كانت الجزرة قوية وصلبة، ولكنها تراخت ?وضعفت، أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي السائل ?الذي بداخلها، لكن هذا السائل ما لبث أن تصلب عند تعرضه ?لحرارتها، أما القهوة فقد كان رد فعلها فريداً، اذ أنها تمكنت من تغيير ?الماء نفسه. فماذا عنك؟ هل انت الجزرة التى تبدو صلبة وعندما تتعرض للصعوبات تصبح رخوة وتفقد قوتها؟ أم أنك البيضة ?ذات القلب الرخو الذي اذا ما واجه مشكلة أصبح أكثر صلابة وقوة؟ أم أنك القهوة التي تغير الماء الساخن، وهو مصدر الألم، لكي تجعله ?ذا طعم أفضل؟ فإذا كنت مثل القهوة سوف تجعل الأشياء من حولك أفضل.. نحتاج دوماً إلى التحديات لنعرف أي النوعيات نحن، فبدونها قد تلتبس علينا الأمور، إذ لطالما يظن البعض نفسه ضعيفاً، لكنَّه لا يلبث في مواجهة الصعاب أن يغدو قوياً صلباً، حتى يكاد أن يدهش من ذاته، كذلك قد ينتاب البعض الآخر إحساس مخادع بالقوة الزائفة، لكنَّ صغائر غير متوقعة قد تعظم في عينيه. مريم الشميلي Maary191@hotmail.com