تُضيف دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاً جديداً إلى سجلّ إنجازاتها في مجال الطاقة الخضراء، مع إعلان الانتهاء من بناء أول محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في إمارة الشارقة، الثلاثاء 26 إبريل 2022، استعداداً لدخولها مرحلة الاختبار والتشغيل. وسوف تُنتج المحطة 30 ميغاواط من الطاقة، تُستخدم في تغذية 28 ألف منزل باحتياجاتها من الكهرباء في مدينة الشارقة، لتكون أول مدينة خالية من النفايات في منطقة الشرق الأوسط.
ويحقّق تحويل النفايات إلى طاقة، جُملةً من الأهداف التي تُسهم، إلى جانب الحفاظ على البيئة، في تحقيق فوائد اقتصادية وصحية ملموسة. وفي هذا الصدد، فإنّ المحطة ستعالج 300 ألف طنّ من النفايات سنويّاً، وتَحول دون إرسال أيّ نفايات صلبة إلى المكبّات في إمارة الشارقة. كما ستوفّر المحطة نحو 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهي الكمية التي تُحرَق لإنتاج 30 ميغاواط من الطاقة ستنتجها المحطة.
ويعكس النجاح في إنشاء المحطة فاعلية الشراكات الوطنية، فقد تولّت تشييدها «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة»، التي أُسست وفق شراكة بين شركتَي «مصدر» و«بيئة». وقد حصل مشروع إنشاء المحطة على عددٍ من الجوائز التي تؤكّد ريادته وتميّزه، ومن بينها «جائزة أفضل صفقة تمويل مهيكل» ضمن جوائز الشرق الأوسط للسندات والقروض والصكوك (2018)، و«جائزة أفضل صفقة مشروع طاقة نظيف»، ضمن جوائز بروجكت فاينانس إنترناشيونال (2018)، و«جائزة أفضل صفقة بقطاع النفايات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا»، ضمن جوائز «آي جيه غلوبال» (2018)، و«جائزة مبادرة الطاقة النظيفة» ضمن جوائز الشرق الأوسط للطاقة (2019).
وتشير المحطّة الجديدة إلى أنّ «استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء» التي أطلقتها الدولة عام 2012، تسير بثبات نحو تحقيق أهدافها المرسومة لها، إذ تهدف هذه الاستراتيجية الطويلة المدى إلى أن تكون الدولة رائداً عالميّاً في مجال الطاقة الخضراء، ومركزاً لتصدير منتجات وتقنيات الطاقة الخضراء وإعادة تصديرها، والحفاظ على بيئة مستدامة تدعم نمواً اقتصاديّاً طويل المدى. وقد ظهرت نتيجة هذه الاستراتيجية في عدد كبير من المشروعات العملاقة، إذ تحتضن الدولة ثلاثاً من أكبر محطّات الطاقة الشمسية في العالم، وتُنتج الكهرباء من الطاقة النووية، إلى جوار مشروعات أخرى تعتمد على أرفع الإنجازات التقنية، وأحدث ما توصّلت إليه ثورة المعرفة العلمية في العالم.
كذلك يشير إنشاء المحطّة إلى أنّ دولة الإمارات ماضية بقوة نحو هدفها المتمثّل في تحقيق الحياد المناخي عام 2050، حيث كانت الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تُعلن استراتيجية واضحة ومتكاملة لتنسيق جهود مؤسّساتها من أجل تحقيق هذا الهدف الطَّموح.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية