الإمارات تدرك المخاطر الجسيمة لاستفحال ظاهرتَي التصحّر والجفاف، وتعمل بشكل دؤوب على حصار تأثيراتهما السلبية على الصعيد المحلي، وهي لا تدّخر جهداً لدعم التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
يحتفي العالم يوم غدٍ السبت، الموافق 17 يونيو 2023، باليوم العالمي لمكافحة التصحّر والجفاف، وتحظى هذه المناسبة بأهمية حيوية، لأن هاتين الظاهرتين تُمثّلان خطراً كبيراً، حيث إن النتيجة الطبيعية لهما هي اختفاء الرقعة الخضراء، الأمر الذي يؤدي إلى تأثيرات سلبية خطيرة، سواء على صعيد المناخ، حيث تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، أو فيما يخصّ سلاسل الغذاء العالمية.
وتشير الإحصائيات إلى أن التصحّر يُهدّد سبل عيش أكثر من مليار شخص، يُقيمون في 100 دولة، لذلك تدعو الأمم المتحدة إلى رفع معدلات الوعي الجماهيري بالمخاطر الجسيمة لهاتين الظاهرتين، من خلال الدوريات العلمية والمنشورات الثقافية، والتوسع في إنتاج الأفلام الوثائقية، وتنظيم الاجتماعات التي من شأنها بيان خطورة التصحّر والجفاف وآثارهما السلبية على برامج التنمية. 
وقد أولَت دولة الإمارات مكافحة ظاهرتَي التصحّر والجفاف أهمية خاصة، في ظِلّ عوامل عدة، منها أن الصحراء تُمثّل نحو 80% من مساحة الدولة، فضلاً عمّا يمكن أن يسبّبه التصحّر من تقليص حجم مساحة الأرض المزروعة، الأمر الذي عزّز الخطى لمواجهة التصحّر والجفاف بكل حسم، وهو ما يتم بالفعل من خلال مبادرات وخطط استراتيجية شاملة. 
وفي الواقع، فإن دولة الإمارات، ومنذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أدركت وبشكل مبكر الأهمية الكبرى للمواجهة الحاسمة لظاهرتَي التصحّر والجفاف، وهناك العديد من الجهود التي بُذلت في هذا الصدد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر إعداد أول استراتيجية وطنية لمكافحة التصحّر عام 2003 التي تم تحديثها عام 2014، ثم عام 2021 لتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة خلال السنوات العشر المقبلة، أي حتى عام 2030. كما قامت الدولة بتشييد العديد من السدود التي بلغ عددها نحو 133 بسعة إجمالية تُقدَّر بنحو 120 مليون لتر مكعب من مياه الأمطار، وكذلك تم التوسّع في إنشاء المحميّات الطبيعية، حيث بلغ عددها 49 في عام 2020 لتُمثّل ما قيمته 15.5 من مساحة الدولة، هذا فضلاً عن التوسّع في عمليات التشجير. ومن المُرجّح الانتهاء من زراعة 100 مليون شجرة قرم حتى عام 2030، ما من شأنه تعزيز حماية التربة والموارد الطبيعية. 
إن دولة الإمارات التي تدرك المخاطر الجسيمة لاستفحال ظاهرتَي التصحّر والجفاف، تعمل بشكل دؤوب على حصار تأثيراتهما السلبية على الصعيد المحلي، وهي لا تدّخر جهداً لدعم التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
وتُحقّق الدولة نجاحات لافتة للنظر ومبشّرة في هذا الصدد، رغم الظروف المناخية، كدرجات الحرارة العالية وارتفاع معدلات الرطوبة وانخفاض معدلات تساقط الأمطار، وذلك من خلال العديد من الخطط الاستراتيجية الطويلة المدى، منها الخطة الوطنية للتغيّر المناخي 2017-2050 التي تُمثّل خريطة طريق لمواجهة التحدّيات المناخية التي تُعدّ العامل الرئيسي في مكافحة ظاهرتَي التصحّر والجفاف. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية