في مواقف السيارات ترى الكثير من المشاهد الغريبة، وتصادف أشياء لم تكن تخطر لك على بال، قصص تختفي في السيارات وبينها، أمور تظنها انقرضت.. لكنها مازالت موجودة.. بعض «البراكن» تصلح ساحات لرواية درامية، وأخرى تنتهي فيها قصص الحب، بعضها تحتاج لكاميرات على مدار الساعة.. وغيرها لا يقف فيها إلا السيارات المهجورة - سيارة تقف للتو، يبحث صاحبها عن «خردة» ليدفع رسوم المواقف، يفتح الباب ليتفاجأ بآسيويين يعرضان عليه استبدال 5 دراهم ورقية بأربعة دراهم معدنية، فيوافق على مضض ليدفع الرسوم. - امرأة تدخل الموقف ببطء، تتلفت كثيراً، تبحث عن مكان فارغ، تبدأ في إيقاف السيارة، مرة للأمام.. مرة للخلف، أخرى للأمام، ثالثة للخلف.. تترقرق الدموع في عينيها، ويظهر الحنق عليها، تود لو تصرخ: انقذوني فيتبرع أحد المشاة ليشير لها بكيفية الوقوف، وبرغم «الحساسات» والكاميرتين الأمامية والخلفية.. وإشارات كل المارة لها «تشحف» السيارة الواقفة أو الرصيف المسكين. - رجل، توقف للتو في الباركن يفتح باب السيارة، فيقذف بكل المهملات التي جمعها، من علب مشروبات غازية، محارم، قناني مياه، أوراق ممزقة، كوب بلاستيكي وحتى بقايا السجائر.. المهم أن تكون سيارته نظيفة ولو اتسخ الموقف. - في موقف «المول» سيارة مغلقة الأبواب والنوافذ، في داخلها أطفال نائمون فاستيقظ أحدهم.. نوبة صياح وصراخ والسيارة لا تعمل والأوكسجين يقل داخلها، بينما الأب والأم يكملان التسوق غير مبالين بطفل صغير يحوم حوله شبح الاختناق! - في موقف «المول» أيضاً، تنزل جوقة فتيات ضاحكات، ويتجهن للمركز فيمشين ببطء بينما تدور سيارات بعض المراهقين في الباركن بحثا عن البنات، تتضاحك الفتيات وتطير الأرقام من أفواه المراهقين، ويتعطل السير في الموقف لكن المهم لدى هؤلاء أن يستعرض بسيارته الفارهة أمام فارغات العقول. - تخرج فتاة من «المول»، بعد نصف ساعة فقط من إيقافها لمركبتها، وحينما تصعد تشغل السيارة وتبقى فيها 10 دقائق لتسخن المحرك الذي لم يبرد أساسا، وطابور سيارات ينتظر أن تتحرك ليأخذ أحد الموقف بعدها. - شخص يدخل موقفا يزدحم يوميا بالسيارات، لكنه يقرر أنه وحده سيد هذا الموقف، يركن سيارته محتلا مكان سيارتين، أنانيته تغلب على نفسه المريضة، حظه سيئ ومعاملاته لا تتم بسهولة، ويردد لكل أصحابه: «عين وصابتني .. أنا محسود» وينسى أن كل من يبحث عن موقف ويرى سيارته التي احتلت موقفين يقول : الله لا يوفقه هذا...!