تعامل الكثيرون مع اللقاء الودي ما بين مصر والبرتغال الذي استضافته العاصمة السويسرية زيوريخ استعداداً لكأس العالم على أنه مواجهة ما بين كريستيانو رونالدو «كابتن» البرتغال وأحسن لاعب في العالم، ومحمد صلاح أحسن لاعب في أفريقيا وهدّاف الدوري الإنجليزي، أكثر من كونه مواجهة ما بين بطل أوروبا ووصيف بطل أفريقيا. وأنصفت «موقعة زيوريخ» النجمين الكبيرين اللذين استأثرا بتسجيل كل أهداف اللقاء، إذ تقدم صلاح للمصريين حتى الدقيقة 92 قبل أن يتخلص كريستيانو من «لعنة الفراعنة»، ويسرق المباراة بهدف التعادل قبل أن يضيف الهدف الثاني في آخر دقيقة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع. ومن يدري فربما تحول منافسو الأمس إلى زملاء الغد بعد الأنباء التي تشير إلى رغبة الريال في التعاقد مع صلاح، إلا إذا كان قد تم الاتفاق على استمرار كريم بنزيمة. وفنياً ومعنوياً حقق منتخب مصر استفادة قوية من «التجربة البرتغالية»، حتى إن شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية أكدت في تقريرها عن المباراة أن منتخب مصر أثبت أنه قوة لا يستهان بها في المونديال، وشخصياً أرى أن المنتخب المصري فرّط في فوز تاريخي على البرتغال بعد أن سجل محمد صلاح أول هدف لمصر في مرمى البرتغال منذ 90 عاماً، حيث كان آخر هدف سجلته مصر في مرمى البرتغال في أولمبياد أمستردام عام 1928. وتحول مجرى المباراة عندما استبدل كوبر النجم محمد صلاح لإراحته فحرر الدفاع البرتغالي من ضغط كبير، واندفع لاعبو البرتغال في موجات هجومية، إلى أن سجل رونالدو الهدفين نتيجة عدم مراقبة أطول لاعبين في المنتخب المصري لرأس كريستيانو القادرة على صناعة الفارق في أي لحظة. ومن «الرحالة البرتغاليين» إلى «فلاسفة الإغريق» لعل منتخب مصر يستفيد. ××× في الشأن المحلي أحسنت إدارة نادي العين، عندما اختارت التوقيت المناسب للتعاقد مع النجم حسين الشحات لمدة ثلاث سنوات، وذلك قبل أن ينضم لمنتخب مصر المونديالي، وخشي العيناوية أن يتألق الشحات في المونديال، وتطارده الإغراءات الأوروبية، لاسيما أن تجربة صلاح المدهشة في أوروبا فتحت شهية كل اللاعبين المصريين، بدليل أن الشحات أعلن أن وجهته المقبلة بعد العين ستكون الملاعب الأوروبية. وباختصار فإن تعاقد العين مع الشحات يجسد مقولة «الحب من أول لمسة».