أثار الارتياحَ لدى مختلف الشرائح في المجتمع إشعارُ المصرف المركزي إلى البنوك وشركات التمويل كافة بشأن إمكانية تأجيل سداد أقساط القروض الشخصية وقروض السيارات للعملاء المتضررين من تداعيات الحالة الجوية لمدة ستة أشهر، من دون فرض رسوم أو فائدة أو أرباح إضافية، أو زيادة مبلغ أصل القرض على العميل مقابل تأجيل سداد الأقساط. وعلى الرغم من عدم إلزامية الإشعارات، إلا أنها استنهضت الهمم وحثت البنوك على التفاعل مع هذه الدعوات من «أبو المصارف»، والتي تنم عن شعور عميق بالمسؤولية وبظروف الفئات المستفيدة، وبالأخص محدودي الدخل المتأثرين بما جرى، خاصة أن غالبية المتأثرين اكتشفوا أنهم دون غطاء تأميني يتعامل مع مثل هذه الظروف الطارئة وغير المسبوقة التي شهدتها البلاد. 
ولولا التحرك الاستباقي والمباشر من قبل الجهات والدوائر المختصة، لكان الوضع مختلفاً. وهذه سانحة نجدد معها الشكر والامتنان لكل أولئك الأبطال في مختلف الجهات، ممن كانوا بمستوى الحدث وسارعوا بكل مسؤولية ومهارة وكفاءة عالية للتعامل مع التطورات والتخفيف عن المتضررين من آثارها.
المصرف المركزي أكد من ناحية أخرى أن «الأضرار التي تعرضت لها المركبات والمنازل، جراء الأمطار الشديدة، نتيجة الحالة الجوية التي شهدتها دولة الإمارات الأسبوع الماضي، مغطاة بالتأمين في حال وجود وثيقة تأمين ضد مخاطر الفقد والتلف أو ما يسمى بـ(التأمين الشامل)، وتعتبر شركات التأمين التي أصدرت تلك الوثائق مسؤولة عن التعويض»، وقال إن هذا الوضع ينطبق على المنازل أيضاً، حيث يحق لأصحاب العقارات من بيوت وبنايات مشمولة بالتأمين تصليح أي أضرار حدثت نتيجة الأمطار أو التقلبات الجوية الأخيرة..
كما دعا «أبو المصارف» أفراد المجتمع كافة إلى ضرورة «قراءة وفهم وثيقة التأمين لضمان حقوقهم التأمينية، والتوجه إلى وحدة (سندك) لتسوية المنازعات المصرفية والتأمينية في حال وجود شكوى أو نزاع مع شركات التأمين».
كنت أتمنى أن تكون السانحة فرصة كذلك يتبنى معها المصرف المركزي دراسة أحوال قدامى المتقاعدين ونسبة الاستقطاعات من رواتبهم التقاعدية، في ظل ما تشهده السوق المحلية من ارتفاعات في الأسعار، خاصة أن المصارف لا تفرق بين قديم وجديد في الاستقطاع بالنسبة لها، دون مراعاة الفوارق والظروف والمستجدات.
نعود للقول إن عدم إلزامية تلك الإشعارات لا يمنع من دورها في تذكير البنوك بأهمية اتخاذ هذه الخطوة الضرورية التي تدخل السعادة إلى قلوب المستفيدين منها، آملين أن تكون مقدمة لمراجعة أشمل.