من الصعوبة بمكان أن تفي الكلمات بوصف قيمة وقامة مثل الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان «رحمه الله»، لأنه رجل من جيل الكبار الذين عملوا بجد واجتهاد من أجل هذه البلاد ووحدتها ونهضتها، فاستحق أن يكون رمزاً تاريخياً أكبر من أن تصفه الحروف والكلمات.
فلقد عايش «رحمه الله» مراحل تأسيس الدولة، وتداخلت لحظات حياته الثرية مع مراحل بنائها، فكان له دوره الكبير في النهضة التنموية الشاملة في ربوع الوطن.
كان «رحمه الله» على يقين تام بأن خدمة الوطن شرف وفخر لا يتصدى له إلا الشرفاء والمخلصون بالعزم والإيثار والتواضع، فقدم الكثير والكثير من الخدمات الجليلة لدولة الإمارات، وكان نعم الأخ لبانيها، ونعم الوالد والناصح لأبنائها.
وكما كان طحنون بن محمد كبيراً في وطنيته، كان أيضاً كبيراً في إنسانيته، فهو القريب من الناس، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ويعمل ليل نهار من أجل راحتهم، في تجسيد حيّ لعظمة الشخصية الإماراتية بمبادئها وتعاليمها السمحة، ومكارم أخلاقها، حتى استطاع أن يرسم صورة مثلى للأب القريب من أبنائه، يلامس واقعهم ويستشعر حاجاتهم، ويقدم لهم بأياديه الكريمة ما يحتاجون إليه، في مواقف يحفظها التاريخ بأحرف من نور وأسطر من ضياء.
سنحكي لأبنائنا وأحفادنا عن طحنون بن محمد، ذلك الرمز الشامخ الذي كان أكبر المؤمنين بزايد الخير، وأكبر الداعمين لرؤيته لدولة الاتحاد وأهدافها التنموية والإنسانية.
سنروي لهم سيرة ومسيرة شخصية، هي مثال للحكمة والصبر والحلم والصراحة والثقة.. سنقول لهم: هو طحنون الوفاء والإخلاص.. طحنون القدوة والمعاني الجليلة. 
سنحكي لهم عن نظرته المتعمقة والدقيقة، وفلسفته في الحياة، وفي الإدارة، وفي خدمة الوطن برؤية واضحة وصدق قصد، وعمل جاد.
سيبقى طحنون بن محمد روحاً خالدة في ذاكرة ووجدان الوطن، والقدوة والنموذج الخالد للقيادة والقيم، وستظل مواقفه ومبادراته شاهدة على كونه شخصية استثنائية، رسمت خريطة طريق تهتدي بها الأجيال.
رحم الله الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، أحد رجالات الإمارات الأوفياء، والرمز الوطني الكبير الذي ستظل صورته محفورة في الذاكرة الوطنية مدى الدهر، فيما لن تزيدنا الأيام إلا اعتزازاً بمواقفه، وتمسكاً بقيمه.. 
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).