المرأة كالنهر، كلما زادت السماء من هطول أمطارها، رفعت المرأة من منسوب عطائها، كلما أثرت الحياة بنجاحها. القرار السامي بمساواة راتب المرأة براتب الرجل، يجعل من هذا النهر أكثر صفاء، وأكثر رخاءً، وأكثر ثراء وأكثر وفاءً، والتزاماً بمتطلبات العمل الوطني، ويجعلها تتحمل مسؤوليتها الوطنية كواجب مقدس، لا حيلولة دونه. المرأة تمتلك من القدرات الفائقة ما يمتلكه غيرها، فالصبر جبلتها، والحب فطرتها، واحتضان الواجبات المقدسة سليل دمائها الأنثوية، فعندما تكرم المرأة، فإنما هو تكريم لمبادئ دينية ووطنية وإنسانية، فهذه المرأة التي تربي وتعمل بكفاءة عالية، وهذه المرأة التي لا تكتفي بإدارة الوطن الصغير، وهو الأسرة، بل تضيف إلى ذلك إدارة العمل خارج المنزل، وبتقانة عالية لها الحق بأن تصبح شريكة في الحق، كما هو في الواجب، وهذا ما بني عليه قرار المساواة في الراتب، وهذا ما تسعى إليه القيادة الرشيدة لسد ثغرات الخلل، إيماناً من قيادتنا أن الوطن واحد، فرعاه الرجل والمرأة، وإذا كوفئ طرف، فلا بد وأن يحظى الطرف الآخر بالمكافأة نفسه حتى تمضي الحياة بمجدافين نحو شواطئ الأمان والاستقرار، والحياة السعيدة، ونحن بلد جعل من السعادة مبدأً والتزاماً أخلاقياً لا حياد عنه ولا نسيان له، وعندما توضع المرأة في كفة الميزان نفسها، فإن المكيال لا يزل، ولا يصيبه الخلل، وتصير الحياة، مثل الشعاع الشمسي ينزل على الأرض خيوطاً ذهبية، تضيء الأرض، وتنير صدور الناس، وتمنع عنهم الظلام، فلا يتعثرون بحجر ولا يعيقهم كدر، إنهم في قلب الضوء، إنهم في صلب الحياة، إنهم يمتلكون زمام الموقف من دون عرقلة أو بلبلة، أو زلزلة، أو قلقلة، أو جلجلة، إنهم في الحياة، مثل الطير يرفرفون بأجنحة النجاح، ويعزفون لحن الخلود، ويرفعون النشيد عالياً، والسعادة ترسم صورة المقدس على وجوههم والتفاؤل، مثل فراشة تداعب قلوبهم، والإرادة القوية تسكن أعناقهم والعزيمة الزاهية تحتويهم، هم في هذا الوجود ملحمة التاريخ، وأسطورة الوجود، وأيقونة تتغنى بها الأفئدة، وتلهج بها الألسن، وتتبارى نحوها الأمم، لترشف من عذوبتها، وتهنأ بالاقتداء بها. نعم الإمارات اليوم النبراس، والقدوة التي تقتدي بها الأمم، وتحذو حذوها، وكل قرار يصدر من محراب مجلس الوزراء في بلادنا يكون له الصدى في أصقاع العالم وقاراته، لأنه القرار الذي يوسع حدقة الأمل، ويفيض على العالم بالخير والبركة. نحن هنا في هذا العالم المرآة الصافية، والصورة المثلى في التعاطي مع الحياة، نحن دائماً في قلب الحدث، نطوره ونختزل الزمن من أجله، كي نصل أسرع، ونحقق الأجمل، وننجز ما يعجز الآخرون عن إنجازه، لأننا نحظى بقيادة لا تسعد إلا بالمركز الأول، ولا تقبل إلا بالاستثنائية.