عند البعض لا توجد سياسة ثابتة أو نهج واضح لا يتغير مهما كانت الظروف والمواقف، فعندما تنهار الميزانية يفكرون في التقنين والتصحيح، وإعادة المسار وتقليل قيمة العقود، وعندما تنفتح الأسارير يطالبون بحرية الانتقالات وكسر السقف وفتح الأبواب، وإغراق السوق واللعب فيه ورفع الأسعار، وإعطاء قيم مالية تفوق المعقول بدرجات! لا توجد هناك خطوط واضحة نمشي عليها، ففي أيام الأزمات المالية والديون، وحين يتعلق الأمر بعروض خارجية على لاعبي فريقه المنتهية عقودهم، يخرج ويطالب ببنود «هواة» في صفحات المحترفين، وحين تعود السيولة و«الكاش» وتلعب «الفلوس» في الأيادي يطالب بأن يكون «الفيفا» هو الفيصل واللوائح هي من تحكم بيننا! أنا لا أقصد شخصاً، أو مسؤولاً أو جهة أو شركة.. فالغالبية باتت «البطحة» على رؤوسهم، يتبادلون الأدوار في كل مرة، تارة يطالبون بإنقاذ الأندية وإنعاش اللعبة وحماية النشاط، والحفاظ على السمعة، وفتح المجال لتسديد الديون والالتزامات، وحين تُفرج ويفتح الله رزقه من أوسع أبوابه.. نعود مرة أخرى لـ«المزامط» والمزايدات، وتجاوز الاتفاقيات وكسر البنود المهزوزة، ونسيان كل المطالب السابقة والتضحية بها فقط من أجل إتمام صفقة واحدة فقط! هناك من يريد أن يبقى اللاعب في ناديه إذا ما تساوت العروض الخارجية بالعرض الداخلي، وهناك من يقول إن هذا الطلب يعتبر كسراً لأول مبادئ الاحتراف وهو حرية الاختيار، وطبعاً الطرفان لا يتحدثان من جانب المصلحة وحب كرة الإمارات وتطوير الواقع.. بل لأن الأول «مفلس» والثاني «مريش»! حادثة جديدة: رئيس شركة كرة قدم طلب من منافسه في نادٍ آخر أن يثبت هل سيوقع مع لاعبه «السوبر ستار» بعقد يوازي السقف، وما بين شد وجذب.. انتهى النقاش بطلب الأول من الثاني أن يقسم باليمين! حادثة أخرى.. شركة كرة قدم فاوضت لاعباً في إطار حدود السقف الجديد، ولم تتمكن هذه الشركة من التوقيع معه، برغم أنها وصلت إلى الحد الأقصى، اللاعب رفض العرض لأنه قليل.. وبعدها بـ24 ساعة وقع مع نادٍ آخر!!.. عن نفسي لا أجزم بأن النادي الآخر الذي فاز بالصفقة قد تجاوز السقف، ولكن أليست هذه الواقعة تثير الشك حتى لو 1%. الخلاصة: نحن لا نحتاج لسقف، فالكل يمشي حسب مصلحته وظروفه وأهدافه وحالته المادية.. ويجب ألا يخاف رئيس الاتحاد على حال النادي أكثر من رئيس الشركة نفسه، نحن نحتاج لأن نعرف ماذا نريد بالفعل.. هل نحن في أزمة مالية أم في «بحبوحة مالية»! وأيضاً نريد أن نعرف هل كل ما يحدث يمكن أن يصنع منظومة احترافية تقود لتحقيق الحلم الكبير بالتأهل إلى كأس العالم؟ قريباً: اتحاد الكرة سيفتح الباب للاعبين المحليين، لأن يتمكنوا من اللجوء لمحكمة «الكاس» الدولية، ماذا يعني هذا القرار.. غداً سأخبركم! كلمة أخيرة هي سحابة صيف.. ولكن يبدو أنها لن تعدي!