ارتفعت قامة الإمارات، وسمقت هامات من يسكنون أرضها، وبسقت أغصان أهلها وتفرعت أفنانهم، وصاروا في الدنيا مثالاً للذين ينعمون بلذيذ العيش ونعيم الحياة، وما الإشادة الدولية التي أطلقتها منظمة متلازمة داون، بالإنجازات المتميزة التي حققتها بلادنا بشأن ذوي الهمم، إلا تعبير عن الفرح بما تقدمه الإمارات بما يخص أصحاب الطموحات الكبيرة، فهنا على هذه الأرض يقف أصحاب الهمم بعزائم من ترعرعت عزائمهم بين أفياء الرخاء، ونالوا حق الحياة التي يستحقونها ومن دون عناء أو شكوى أو نجوى، إنهم أبناء هذا الوطن الذين متعهم الوطن بالعيش الهانئ، ووفر لهم أدوات النجاح، وأكسبهم حق المرور عبر قنوات الحياة من دون عقبات أو عناء، وهم اليوم يتبوؤون المناصب العملية التي تليق بهم كبشر، ويعيشون وسط أهلهم معززين مكرمين، رافعي الرؤوس، ومحققين الإنجازات الباهرة في مختلف ميادين العمل الوطني، كشركاء في البناء والتطور ممتلئين بالحياة، وما تزخر بها من مبهجات، ذاهبين بأعمارهم نحو الشفافية، والخلاص النهائي من عقد العجر، والنقص التي تلم بأمثالهم في المجتمعات الأخرى التي لم تزل تميز بين مواطنيها.
أصحاب الهمم اليوم في الإمارات، ينهضون بهمة وعزم، ويلجون غمار السعي بكل تفاؤل وفرح، تطوقهم عناية القيادة الرشيدة، وترعاهم عيون من يسهرون، لأجل أن يرتاح المواطن والمقيم على حد سواء، إيماناً من ذوي الشأن الرفيع أن الوطن حقل، ورعاية أشجاره لا تقبل الاستثناء، وحتى تزهو زهوره بلون السعادة، لابد وأن تشملها جميعاً العناية الفائقة، ويكونون في الحياة جسداً واحداً وروحاً واحدة، وقلباً واحداً.
أصحاب الهمم هم العمود الفقري اليوم لتطور الإمارات، وهم العين التي نرى فيها المستقبل، وهم العضد والسند، وهم زهرة الغد التي ننتظر تفتحها، لنعبق من خلالها بعطر النشوء والارتقاء، والدخول في عالم الحضارة من أوسع أبوابه.
نهج علمي وإنساني ذهبت إليه الإمارات، فلاقت الإطراء الذي تستحقه من جهة منظمات ترصد وتراقب، ثم تثني على من يجيد صناعة الأمل، ومن يجود في فعل النجاح، من أجل أن يكون وطنه هو الأجمل، وهو الأنصع، وهو الأوسع حدقة، فيرى العالم بعين ما بها غشاوة ولا بها غث.
أصحاب الهمم ينسجون خيوط حريرهم من هذا النسق الاجتماعي السليم، ويلونون حياتهم من هذا النهر الصافي، ويكتبون على صفحات التاريخ أجمل ما صنعه القادة العظام من أجل أوطانهم.