في يوم واحد أشرقت مبادرتان في دائرتين من دوائر أبوظبي تعملان في ميدانين مختلفين، ولكنهما تلتقيان على هدف واحد لإسعاد الإنسان، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
في المبادرة الأولى عززت دائرة التخطيط العمراني والبلديات خدماتها الرقمية بإضافة خمس خدمات جديدة عبر منصتها الذكية، في إطار مشروعها للتحول الرقمي ليصبح عددها 44 خدمة رقمية في مختلف المجالات منذ انطلاق المشروع في أبريل الماضي. كل ما يتطلبه استفادة المراجعين من هذه الخدمات التسجيل وفتح حساباتهم على منصة الخدمات الذكية.
كانت خدمة «توثيق» من الخدمات التي تتطلب مراجعات عدة من صاحبها، ولا زلت أتذكر شكاوى نشرتها عبر هذه الزاوية، لاضطرار مراجعين للتوافد إلى مقر بلدية أبوظبي منذ ساعات الفجر الأولى لأخذ أرقام ريثما يصل الموظف المختص لإنجاز معاملته. أما اليوم وبفعل التحول الرقمي فقد أصبح توثيق وتسجيل العقود الإيجارية، ضمن الخدمات الرقمية التي تتيح إمكانية تسجيل عقد إدارة «العقار بالملكية» مباشرة من دون الحاجة لزيارة مكاتب البلديات، مع توفر 11 خدمة رقمية على موقع تسجيل العقود الإيجارية لإمارة أبوظبي، والتي ستغني المتعاملين عن 314 ألف زيارة سنوية لمراكز البلديات في إمارة أبوظبي. رقم ليس بالبسيط، ولا يعرف ما إذا يعني314 ألف زيارة سنوية، سوى من يدرك ما يمثله من جهد للحد من المراجعات والتسهيل على الناس وهدر الوقت والمال.
أما المبادرة الثانية وهي مهمة للغاية وستكون لها آثارها الإيجابية على المستفيدين من الخدمات الصحية الراقية والمتقدمة في إمارة أبوظبي، فتجلت في الاتفاقية المبرمة بين دائرة الصحة وشركة «إنجازات» لإنشاء وتطوير نظام «تبادل المعلومات الصحية» بين المنشآت العاملة في المجال على مستوى الإمارة، وستنعكس آثاره الإيجابية على المراجع في المقام الأول، وبالأخص لجهة الحد من الإفراط في وصف الاختبارات والإجراءات والأدوية والتي تعد من مسببات زيادة الإنقاق، حيث تؤثر تلك الممارسات على سلامة المرضى. وتتكبد معه شركات التأمين والحكومة خسائر كبيرة نتيجة لسوء استخدام بعض الخدمات الصحية. كما جاء في البيان الصحفي لإعلان المبادرة. فتحية لكل هذه الجهود المستلهمة من رؤى القيادة الرشيدة لإسعاد الإنسان في وطن السعادة.