نعم لم نتأهل لكأس العالم 2018 بروسيا ونعم كان حزننا بالغاً لضياع الفرصة التاريخية التي قلما تتكرر والحزن الذي أصابنا والانكسارات التي تلاحق كرتنا من بطولة إلى أخرى ونحن مشغولون بالمبررات والبحث عن المسببات وهي ماثلة أمام أعيننا نغض الطرف عنها ونوجه بوصلة الانتقاد لأسبابها الثانوية دونما إيجاد حلول جذرية لها. منتخبان عربيان تأهلا هما السعودي والمصري وآخران في طريقهما للتأهل وهما تونس والمغرب اللذان بحاجة إلى نقطة وكان المنتخب السوري على اعتاب الحلم بعد أن قدم مستوى يستحق الاحترام، أما نحن فودعنا البطولة مبكرا. ولأول مرة في تاريخ كأس العالم ربما يتأهل أكثر من ثلاثة منتخبات عربية وهي مبشرة بمستقبل مشرق للكرة العربية فقد سبق وأن تأهل ثلاثة منتخبات عربية في بطولتي 1988 و1998. فرحتنا بتأهل المنتخبات العربية كبيرة وأمنياتنا لها بالتمثيل المشرف ودون شك فرص احتراف النجوم العرب تتضاعف هناك بعدما يشاهدهم المعنيون بعيون متفحصة ومتخصصة تستشرف المستقبل ونحن من أضعنا فرصة الارتقاء والتطور في عالم الاحتراف الذي سبقناهم فيه وعبر العقود الخيالية دونما تأثير على واقعنا الاحترافي الذي نتباهى به في فضاءات الإعلام وبنود عقود المحترفين، في الوقت الذي سجلنا فشلاً في المنظومة الاحترافية ونخوض عامها العاشر دون بوادر لبلوغ الأهداف المرجوة في عالم الاحتراف. كلمة مبروك قليلة في حقهم وفرحتنا بتأهلهم غطت أحزاننا وإخفاقاتنا التي صنعناها بأيدينا وأضعنا فرصتها التي كانت متاحة، ولكن لا عزاء في كرة القدم أن لم تكن أسداً تسابق الأسود وتهابك الخصوم وتحقق طموحك بإرادة لاعبيك وبراعة مدربيك بتكاتف الإعلام والإدارة والجماهير وكل من له دور في صناعة الفرح وتتويج الجهود لن يكون لك موضع قدم مع الكبار.. كنا معاً نستطيع أن نحقق ذلك ولكننا بتشتتهم لم نستطع تحقيق الحلم الذي راودنا منذ 28 عاماً، وتبخر مع من لم يترجم الطموح والأمل إلى واقع كنا قد ندركه بتضافر تلك الجهود التي تبعثرت بعدم تحديد مسارنا وخارطة طريقنا نحو الهدف الذي حلمنا بتحقيقه وأضعنا مساره ولم نعد نفرق بين السير نحو تحقيقه بخطط واضحة المعالم وتخبط أضاع علينا الطريق وبدد الأحلام.. نبارك للمتأهلين ونواسي أنفسنا والمتعثرين.