هي مقاربة بين المحلية المحكية، وبين العربية الفصحى، وما المحكية غير تلك التي جذورها تمتد عميقاً في العربية الفصحى، تناقلتها الصدور عبر العصور، هي مقاربة يراد بها لمس تلك العلاقة الحميمية بين عاميتنا وفصحانا، وتقاسيم عليهما يراد بها كشف روح الدعابة الساكنة في محكيتنا التي لها مصطلحاتها الجامعة المانعة، والتي يمكن أن تختصر جملاً طويلة في الفصحى، ويمكن أن نتلمس ضحكة لو حاولنا أن نسرقها حين «نترجمها» من العامية إلى العربية التقليدية. من بين تلك الكلمات والجمل التي هي صيد الخاطر:
- تعاينا بك.. وتعني لقد احترنا كثيراً في أمرك يا فتى، ولا عرفنا ما يرضيك أو يغضبك أو يشبعك.
- يوم يبرد البراد.. هذا المصطلح احتار فيه أئمة النحو والإعراب والسرد؛ سيبويه وخالويه وحمارويه ونفطويه، في معنى يوم يبرد البراد، وصنفوه على أنه ماركة إماراتية بحتة، لا محل لها من الإعراب.
- خوز شوي بشوف.. أي ليتك تتنحى جانباً لأرى ذلك الأفق الذي أمامي، والذي تعيق عنه رؤيتي.
- ضك منّاك.. إليك عني يا هذا، ليتك تبتعد قليلاً نحو تلك الناحية، وجهة تلك الناصية.
- ما عندي كاني ماني، ولا سر وتعال، ولا خاب طاب.. وهي جمل تهديد تصف ذاك النفر من السرسرية والبطّالية والخكاكين، ويمكن أن يكون مرد الأولى إلى السواحلية، وتعني مشية الحية، والثانية للعربية، وتعني فيما تعني: لا أحبذ اللف والدوران، ولا أقبل تلك المشورة التي بلا داع، والتي لا يأتي من ورائها إلا قبض الريح، والخير أن توسمها قبل أن تضلع.
- مرحبا بالطش والرش وما الورد في الغرش.. وهي جملة استهلالية ترحيبية من أيام ما قبل النفط، تعني حيّ بالحيا، والمطر اللي يا، وتعني مرحبا الساع، ومرحباً بالمحيي الذي يستبشرون بمحياه، وكأنه المطر والغيث، وماء الورد المقطر. 
- اشكر فنّك.. عبارة تعود إلى زمن الطيبين، وهي جملة انفعالية تعني الشكر والامتنان والعجب الشديد لما صنعت يداك.
- دقّه حزن.. جملة تعبر عن عدم المبالاة، وكل شيء يساوي «بيزتين أو آنه حمراء أو جَرّخيّه» عند قائلها، ويمكن أن يتنازل ساعة الغضب لحد قوله: بَرّخْ أي مجاناً دونما أي مقابل. 
- ورفجة عرب أحشام.. وهي نوع من أنواع القسم في الجاهلية، والتي نهى عنها الإسلام، وتعني أنه أقسم بهؤلاء الغُرّد الحرائر اللائي يطرحن عليهن جلابيبهن حشمة وخفراً، واللائي عبّرت عنهن فتاة العرب بقولها: لابس الشيل الرهايف.. ولي قعد بين الولايف.. تنظر الحشمة عليه.
- ما ظنيّه.. هي جملة رفض قاطعة، جازمة ناصبة، لكنها تخفف على مسمع السائل والطالب بتليين مفاصل الكلمة، وجعلها هائمة تحتمل الوجهين.
- طبّه، اقلعه عنك.. من جمل الطرد والقطع، وتدمير المستقبل، وهي تعني فيما تعني، احثُ في وجهه التراب أو هِلْ عليه التراب، واقلعه لا تبق له بجانبك جذراً أو عرقاً.
- لا تذخر عنه ذخيرة.. أي عليك به، ولا تجعل له قائمة، ولا دابة هائمة، اقرعه بالعصا والهيب، واحرمه من كل بخت ونصيب.
- هاب ريح.. هذه الجملة اختلف فيها الرواة والنُحاة، فمنهم من قال: إنها تقال للفتى الخفيف الذي يشبه الريح، والذي تجده عند كل طلب، وشَبّة نار وجمر، وعمل قهوة الكيف، ومنهم من قال: إنه وأخا شما أخوان وصنوان.
- محواث ضو.. وتعني ذاك الشخص الذي ينبر عن جمر الغضا، ويرى خلل الرماد وميض نار، ويمكن أن يكون أحد مثيري الفتنة أو شاعلي وقود الحرب، وحين وقوعها يتنحى جانباً أو يتخلف أو يتلمس عذر البقاء في المدينة.
- ردّه من وين يا وتنتأ.. أي سَفّره أو يَلّه عن البلاد أو أرجعه إلى مكان رِسّه أو إلى محل ما كان لائثاً على سيف بحر أو هاضلاً من مكان غريب أو آت به خشب من بحر بعيد.
- برّاض إش كاضِنّك.. بمعنى رويدك، على رسلك، تمهل يا أخا العرب، ما بك؟ وكأن الحُمر المستنفرة تركض خلفك، وكأنها فرّت من قسورة.
- أعطه من الوالم والزاهب.. أي قدم له ما حضر ووجب ووجد، ولا لوم في الجود بالماجود، يقول المتوصف:
- سِرّت باسَلمّ على سالم صاحبي من زد خلق الله
- ياب لي شيء من الوالم خبرتين وسِحّ من القَلّه