متى يكون الوطن واحة غنّاء. هذا ما تسعى إليه دبي، وهذا ما يشغل بال حكومتها، وهذا ما يتم الآن إنجازه على الصعيد الاجتماعي، حيث المواطن أولوية، وركيزة أولى للانطلاق نحو مستقبل أبيض زاهٍ ومزدهر، وابتسامة دائمة تنشر أجنحتها على الوجنات، وتلبي حاجة الإنسان إلى الفرح كي يكون ناجحاً ومشاركاً في التنمية، وبطاقة إيجابية لا تخمد أوارها، ولا تطفئ أنوارها.
هذا هو ديدن هذا البلد، وهذا هو ناموس دبي، وقاموس عقيدتها التنموية، ونبراس تحد يها المعضلات، وأساس مواجهتها الحفر التي قد تعترض طريق أي بلد يرنو إلى الأمام، ويتطلع إلى حياة زاهية بأنوار التطور، والتقدم، والازدهار، وسعادة الإنسان، بعد توفير جلّ متطلبات الحياة، وتذليل الصعاب، وترسيخ روح التضحية، وفتح جداول النمو، وتخصيب ترب العمل، وتشذيب أشجار التفوق، وتهذيب مشاعر الأمل، وترطيب روح التفاؤل، وجعل الإنسان في هذا الوطن هو محور العطاء، وهو جوهر البذل، وهو الشعاع الذي ينير طرقات الوطن بالنشاط، والإيجابية، وعدم التواكل، والكسل، لأنه ما من وطن أبناؤه روافد لنهر واحد، وتكون أرضه جدباء خاوية، فالأوطان مكان للتعاضد، والتعاون والانسجام والعمل الدؤوب، والتضحية، والفداء ضد العواقب، والنواكب، والنوائب.
لهذا يضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، نصب عينيه شجرة المواطن التي لا بد وأن تروى بأصفى الجداول حتى تصفو جذورها، وتنمو أغصانها، وتثمر أجمل الثمار وأثمنها، ولذلك نجد اليوم ابن الإمارات قد تجاوز حدود نفسه، وامتلك شغاف الفضاء، بعد أن أمسك بتلابيب الأرض وعانق وجدانها بكل صدق ومحبة، لأنه وجد نفسه في هذا العالم سيد نفسه، مالك إرادته، وصاحب القرار في بناء شخصيته التي منحها الوطن حب الحياة، والابتهاج لها، والسير قدماً بتفاؤل، وفرح، فلا شيء يشغل بال المواطن، إنه في جنة الأرض يكسب حقه من دون منازع، وعليه أن يؤدي واجبه تجاه الوطن من دون دعوة، لأن الأشياء هنا تسير بتلقائية، وبفطرة التناغم مع دورة الأرض حول الشمس.