مقطع مصوّر جرى تداوله الليلة قبل الماضية على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم تتجاوز مدته الثلاث دقائق و11 ثانية، ولكنه استقر في قلوب أبناء الإمارات ليخلده التاريخ، مشهد تعجز آلاف المقالات وعشرات الكتب والمجلدات عن وصفه والوفاء بحقه، مشهد لاجتماع المجلس الأعلى للاتحاد وحكام الإمارات ينتخبون صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويبايعونه رئيساً للدولة.
 مشهد حمل كل معاني حب الوطن والإخلاص للوطن والتواضع وسلاسة نقل السلطة، سرعة وبساطة تستند لثقة عميقة في حكمة ورؤية محمد بن زايد الذي بادلهم ذات المشاعر، مؤكداً لهم «أنا أخوكم محمد، وسأبقى كما تعرفونه».
لا طاولة اجتماعات، لا محضر اجتماعات لا ترتيبات مسبقة ولقاءات هامشية، وإنما إيمان كبير بأن القائد الذي وضعوا أيديهم بيده، هو القائد المتمكّن الحكيم الفذ الذي خبروه لعقود عدة في مواقع مختلفة من المسؤولية العامة، وصون المصالح العليا للوطن، والحدب على أبنائه المواطنين.
إنها الحكمة الحاضرة دائماً في بلاد «حكيم العرب»، وجعلت من الإمارات منارة للخير، وصاغت تفاصيل واحة غناء ينعم بالعيش الرغيد والكريم فيها مواطنوها والمقيمون على أرضها، ورسخت مكانة دولة عظيمة الشأن بين الأمم والشعوب. 
مشهد بليغ هو من الدروس الملهمة التي تقدمها الإمارات للبشرية، ويعجز المتابع عن وصفه، وهو يلامس قلوب أبناء الإمارات جميعاً، ويملؤها فخراً واعتزازاً بقادتهم وحكامهم رموز الحكمة والتواضع والشموخ والتقدير والتعاون والإيثار. وهم يهنئون أنفسهم برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وانطلاق حقبة جديدة من تاريخ الإمارات. 
 صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تحدثا لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بما في قلب كل إماراتي «نبارك لك، ونبارك لأنفسنا قيادتك لنا ورئاسة دولتنا، ونحن السند لك في المرحلة الجديدة لمسيرة بلادنا»، و«أنت لست بغريب على هذا الموقع فأنت ابن زايد المؤسس، وشقيق المغفور له الشيخ خليفة الذي حمل الراية من بعده، نحن بجانبك في هذه المسيرة، نسلم لك القيادة على بركة الله، وإن شاء الله دولة الإمارات وشعبها في مأمن».
مشهد عظيم سيستقر في ذاكرة الأجيال والتاريخ، و«مَن يُؤْتَ الْحِكْمَـــةَ فَقَــدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا»، صدق الله العظيم.