المعرفة قوة كما أطلق بيانها الفيلسوف البريطاني فرنسيس بيكون سنة 1620م، وهي الانطلاقة التي فجرت نبوع العلم في بقاع أوروبا، وجعلت من هذه الدول منطقة خضراء تزخر بالوعي واختراق شغاف الكون والوصول إلى آفاق العقل البشري والذي حقق الأمنيات، وأنجز أعظم الاختراعات منذ القرن السابع عشر وما تلاه من حقب وقرون سادت فيها أوروبا، وجلست على مقعد التفوق.
ويقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بعقلية القائد الفذ، إن الإمارات لا تسعى إلى نقل المعرفة، وإنما تسعى إلى ترسيخها في الوطن والعالم، إيماناً من سموه أننا الجزء النابض في هذا العالم، وتقع على عاتقنا زراعة المعرفة، كما هي زراعة الأخضر اليانع في ربوع الوطن والعالم، وهذه سمة قيادتنا التي لا تدخر وسعاً في بث قطنة المعرفة في كل مكان؛ لأن ازدهار غرفة من غرف البيت الكبير هو ازدهار للفناء بأكمله، ولهذا نجد العالم يتداعى وصولاً إلى هذا البلد الرخي، السخي، ويرنو إلى بساتينه الزاهية بالغرس الطيب، المفعمة بزهور الفرح والنمو والتطور، عالم مبهور بالإمارات لأنها أصبحت اليوم شمعة النور في فضاء الدنيا، وشعلة الأمل في نفوس المواطن والمقيم على حد سواء، حيث القيادة الرشيدة تقود المسيرة بفكر وحدة الوجود، والتسامي في التداخل مع الآخر، والرقي في استقبال الوافد من كل حدب وصوب، حيث الوطن صار وطن العالمية، وموطئ الإنسانية ومآل القلوب المحبة للسلام والوئام، والانسجام. 
العالم يمر بفورة هيضت الأجنحة وذللت الأشرعة، بينما بلادنا تزهر وجناتها بطموحات لا تنطفئ أسرجتها، ولا تخبئ قناديلها لأنها تقاد بفرسان عرفوا كيف تقاد الجياد، وأين هو مكان الحلم الجميل، وأين تكمن منازل الظفر والفوز بسعادة تملأ القلوب وتزخر بها النفوس، وتزدهر بها العقول.
هذا هو ما يصبو إليه سموه، وهذا ما يكنه قلبه، وكل ما يسعده هو أن يرى الابتسامة على محيا معوز، ووجنة ضعيف، وثغر كهل.
هذا ما يعمل من أجله، وكل ما يعمله هو ترسيخ المعرفة في عقل كل إنسان على وجه البسيطة، والسعي مستمر، والدأب ماضٍ إلى ذروة المعاني، وأقصى الدرجات.