قصة نجاح الزمالك هذا الموسم، في الفوز بالدوري والكأس، تستحق أن تروى، وفي مرحلة ما قبل المدرب البرتغالي جوسفالدو فيريرا، لم يتوقع إنسان أن يفوز الزمالك بالدوري وبالكأس، نظراً لنتائج الفريق في أفريقيا، وخروجه من الدور الأول للمجموعات، ثم إيقاف القيد، ثم تراجع نتائج الفريق في الأسابيع الأولى من الدوري، بينما كان التفوق للأهلي.
 ورغم تولي فيريرا للمسؤولية في 4 مارس الماضي، خلفاً للمدرب السابق الفرنسي كارتيرون، ظلت النتائج دون المستوى، وكذلك عروض الفريق، وكانت الهزيمة أمام طلائع الجيش هي لحظة إسدال الستار على أصعب مراحل الموسم بالنسبة للفريق، ليبدأ الزمالك سلسلة من الانتصارات دون توقف، وبأداء جماعي متميز للغاية.
من نتائج رحيل النجوم الكبار، وأولهم بن شرقي «الموهوب»، وطارق حامد، وأبوجبل حارس البنك الأهلي حالياً، وقبل ذلك رحيل جنش وساسي، من نتائج رحيل هؤلاء تحول الفريق إلى الأداء الجماعي، والتنظيم الدفاعي، وزيادة القدرة الهجومية.
ومع وجود نجوم لامعة بالفريق، يبحث الزميل الذي يملك الكرة عن النجم لتمريرها إليه، فهو أفضل من يتصرف، وأفضل من يراوغ، وأفضل من يمرر، وأفضل من يسجل، وكان ذلك من أسباب ضياع الجماعية.
قدم فيريرا وجوهاً جديدة، من الشباب، وعالج نقص الأداء الجماعي، وطور من طريقة اللعب لتكون 3-4-3، وطور من أداء اللاعبين في بعض الأساسيات، وطور من أداء المثلوثي والجزيري، وإمام عاشور وسيد نيمار وزيزو، ولكن هذا لم يكن كافياً ليفوز الزمالك بالدوري والكأس، ولذلك صنع النادي كله حالة معنوية وفنية، وهي التي صنعت هذا النجاح، فهناك روح الفريق، وترسيخ مفهوم أن الكيان هو الأصل وهو النجم، ومنحت الإدارة فيريرا سلطة مطلقة دون تدخل، وقام المدرب البرتغالي بإرساء تحية اللاعبين لجماهيرهم بعد كل مباراة، وكان ذلك بمثابة رسالة للجميع: نحن جميعاً أصحاب الفوز، لقد وزعت المسؤولية على الجميع، مسؤولية النجاح والبطولة.
السؤال الذي يواجه الزمالك الآن: كيف يستمر الشغف في قلوب اللاعبين قبل مباراة الهلال على استاد لوسيل يوم الجمعة المقبل، وكيف يستمر الشغف حتى مباراة كأس السوبر المصري يوم 28 أكتوبر في أبوظبي؟
في إسبانيا يخرج الجمهور المناديل البيضاء، ويسحبها مثل السيوف من أغمادها تعبيراً عن الغضب والاستياء من النتائج والمستوى الهزيل.. والحقيقة أن جماهير الزمالك أخرجت بالونات بيضاء احتفالاً، وأن جماهير الأهلي وضعت المناديل الحمراء في أغمادها في مساندة مثالية للفريق الذي تعثر هذا الموسم.
** حسناً يفعل الإسبان، وحسناً فعل جمهور الزمالك، وحسناً فعل جمهور الأهلي.