تابعنا الاحتفالات باليوم الوطني السعودي في الإمارات بشغف، وكانت أضواء الفرح تضيء الإمارات، وتملأ السماء بالبريق الأنيق، وكانت أعناق الناس جميعاً تتعلق في الفضاء كما هي أعلام الإمارات والمملكة في اندماجهما في يوم السعد الذي دائماً ما يؤلف صفحات من صدق في تاريخ البلدين اللذين أنجزا أهم مشروع في تاريخ المنطقة العربية، وهو التوافق الدائم على مجمل القضايا الجوهرية والتي تؤسس لكتلة سياسية واقتصادية ليس بين الإمارات والمملكة، وإنما بين جميع دول التعاون، لما يجمع هذه الدول الست من سعة إدراك لأهمية أن نكون معاً إلى الأبد، متضامنين متكاتفين، حاملين راية الحب والتفاهم ركيزة لحياة أفضل وقوة اقتصادية تحرك مكامن الاقتصاد في العالم وتحمي مصالح دول الخليج العربي، وتحفظها من الخلخلة، والزلزلة، وكل ما يحيق بالاقتصادات من ضرر التقلبات في العلاقات الدولية.
الإمارات في ليلة الاحتفال باليوم الوطني للمملكة ضربت مثالاً لقوة اللحمة، ونموذجاً لمتانة العلاقة، ودرساً للقيم التي تتمتع بها دول الخليج دون غيرها من دول المنطقة.
فقد شهدنا على مدى التاريخ اتحاداتٍ، ثم تمزقاتٍ، ثم حروباً بين الدول في هذه المنطقة، بينما ما يحدث بين دول التعاون وبالذات بين الإمارات والمملكة هو الأمر المختلف والمشهد الذي لا شبيه له، والحب الذي ينمو على تربة خصبة رخية عطية، والدور يعود لقيادة البلدين، وهي القيادة التي تسير على درب ممهد بمعاني الحب، وسلوك العلاقة السليمة والتي لا تحتمل غير ذوبان الرافدين ليشكلا نهراً خليجياً واسع الأهداف، شاسع الطموحات، دائماً ما يمضي باتجاه النجوم، حيث هناك تكمن الحقيقة، وهناك تتجلى طبيعة العلاقات الصادقة بين الدول، وهناك أيضاً تطل علينا رؤية ذكية، فطنة تقود إلى عالم يحرك أدواته الاقتصادية باتجاه الإنسان ونحو غايات التطور، وبناء بنية سياسية واقتصادية لا تقبل التغير إلا إلى الأفضل من أجل مستقبل زاهر باهر، برونق الأفذاذ، وسمة الرجال الذين وضعوا أنفسهم الخيط والإبرة في حياكة قماشة الأحلام الزاهية، هؤلاء قادة البلدين، حتى أصبحوا في العالمين النهج السليم والمهج العريقة، هؤلاء هم قادة أصبحوا اليوم أوسمة على صدور شعوبهم، يرصعون عيونهم بكحل التفاؤل بالمستقبل والأمل العريض في غد تطل علينا بواكيره من إشارات تأتي من فرحة تعم الأرض والسماء، كلما أطلت مناسبة تستحق التبجيل، وتنال كل التأصيل، ولا مجال للتنظير في حالة شعورية فطرية عفوية، بلا رتوش ولا نقوش. إنها من قاصي الوجدان تتدفق كأنها النبوع الجارية في شرايين أرض سخية.
اليوم ونحن قد تابعنا الحدث السعيد، نرى أن ما تم على أرض الإمارات هو الحلم الذي تمشّى على الأرض ليرسم صورة الواقع الإماراتي في ترسيخ الحب، وكتابة سطوره عبر ريشة أفئدة ما تعلمت غير الحب، والذي جعلها في الوجود نجوداً ترفل بالسندس والإستبرق.