مساء أمس الأول، وعند إحدى الإشارات المرورية في منطقة الممشى بجميرا دبي، كان سائق إحدى المركبات الفارهة المتوقفة عندها يطلق أصواتاً مزعجة للغاية ويصدر ضجيجاً عالياً بها، ربما كان سائحاً غربياً ممن تعج بهم المدينة في مثل هذه الأوقات من العام، وقد كانت تشيعه نظرات وعلامات الاستهجان لفعلته التي واصلها عند كل توقف له.
تصرف مرفوض ويعاقب عليه القانون، وفي مكان راقٍ يرتاده آلاف السياح يومياً، ناهيك عن المواطنين والمقيمين، ويُعد واحداً من الوجهات المفضلة لسكان وزوار المدينة على حد سواء.
أحد الزملاء علق على المشهد بأن الرجل ربما كان يقوم بما يمارسه بعض مراهقينا في شوارع لندن أو فيينا أو ميونيخ بالأسلوب المزعج ذاته، والذي تجعل منه الصحف اللندنية الصفراء مادة خصبة لتوجيه أشد الانتقادات للسياح الخليجيين والهجوم عليهم، رغم ما يمثلون من أهمية للحركة السياحية والاقتصادات الغربية المنهكة. ولكنه تصرف مرفوض ويفتقر للذوق العام مهما كان ومن أي طرف كان، ولا يدل سوى على صاحبه والحالة المرضية التي يعانيها ولا يجد متنفساً لها سوى في إزعاج الآخرين، وبهذه الصورة الفجة للفت أنظارهم له ولسيارته التي ربما كانت مستأجرة أو ما زال يكابد لسداد أقساطها في المواعيد المحددة. وإلا ما معنى الإصرار على إزعاج الناس وإثارة فزع الأطفال في الجوار بتلك الأصوات التي تتسبب بها الإضافات غير القانونية للمركبات؟! وكذلك التزويد في محركاتها حتى تطلق أصواتاً كالمفرقعات في قلب مناطق سكنية وسياحية، إضافات تكلف مبالغ طائلة شجعت العديد من الورش على مزاولة العمل بها في الخفاء بعيداً عن عيون القانون بعد أن غابت الضمائر.
عهدنا شرطة دبي سريعة التحرك للتصدي لأمثال هؤلاء المزعجين الذين يبددون سكون الأماكن الجميلة بحركاتهم الصبيانية وضجيجها المنفر، بل وتقوم بحملات مكثفة تشمل الورش التي تنفذ هذه الأعمال المخالفة للقانون وغير المرخصة. 
أتذكر قبل أكثر من عام، كيف حجزت شرطة دبي وخلال شهر واحد فقط أكثر من ألف مركبة مخالفة لقوانين السير والمرور؛ نتيجة تزويد تلك المركبات بإضافات ترفع من سرعة محركاتها وتسبب ضجيجاً عالياً وإزعاجاً وخطراً على السكان، وذلك خلال حملة استمرت شهراً بعنوان «مخالفات المركبات والدراجات المسببة للإزعاج والضجيج». ويبدو أن مرضى الإزعاج قد ظهروا مجدداً بعد أن خففت شرطة دبي من وجود دورياتها ميدانياً، وتوسعت في الحلول الذكية لرصد الظواهر المخالفة.