انتعاشة معنوية كبيرة يعيشها المشتغلون بالمسرح الإماراتي بعد إعلان معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب عن مبادرة «أبدع مسرح» ورصدها منحاً مالية للمبادرة تصل إلى نحو مليون درهم، لدعم الشباب والمبدعين من القطاع المسرحي والجمعيات والفرق المسرحية، حيث تزامن هذا الإعلان مع انطلاقة الدورة الـ 13 لمهرجان دبي لمسرح الشباب الذي بدأ يوم أمس الأول على مسرح ندوة الثقافة والعلوم.
وحقيقة الأمر، فإن المسرح الإماراتي بحاجة إلى هذا النوع من المبادرات التحفيزية التي تضمن للفرق المسرحية الاستمرار في الحضور والإنتاج والمنافسة، حيث ظلت وزارة الثقافة تقدم دعمها للفرق منذ قيام دولة الاتحاد، وهناك كما يعلم الجميع دعم آخر سخي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأب الروحي والداعم الأول للمسرح في الإمارات. وخلال السنوات الخمسين الماضية، مر المسرح بمراحل تذبذب كثيرة صعوداً وهبوطاً، ولكنه لم يغب في يوم من الأيام، وواجه مثل الكثير من المسارح العربية أزمات فنية تتعلق بمشاركة المرأة وأزمة النص المحلي، بالإضافة إلى أزمة الحضور الجماهيري. ولكنه ظل يبدع ويتميز واتخذ له مكانة بارزة على الصعيد العربي وحصد الجوائز الكبرى في التمثيل والإخراج وغيرها.وما يواجهه المسرح الإماراتي اليوم هو المنافسة الشرسة جداً من وسائل التواصل الاجتماعي وتبدّل اهتمامات الجمهور. لا توجد أزمة نص كما في السابق، ولا يحتاج المسرح إلى ممثلين ومخرجين بعد هذه السنوات من الخبرة والإبداع في المهرجانات المحلية والعربية. كل ما يحتاجه هو خلق مبادرات نوعية للخروج من الخاص إلى العام، ومن النخبوية إلى الجماهيرية. ويحتاج إلى تكوين علاقة مع شريحة أوسع من الجمهور، وهي معادلة صعبة جداً. إذ إن المسارح العريقة في الكويت ومصر على سبيل المثال، فقدت هي الأخرى هذا الحضور الشاسع جماهيرياً، ولم يعد التلفزيون يقدم المسرح وينشره كما في السابق، ودخل المسرح بالتدريج في نفق أزمات تعاني منها بقية الفنون ومنها الشعر العربي والتأليف الموسيقي وبعض الفنون الأخرى التي تتراجع (جماهيرياً) أمام أعيننا. ولدينا الكثير من العروض المسرحية الأخّاذة تُطرح سنوياً ويتابعها جمهور محدود في المهرجانات. وأرى، أن مسرحنا يقف في الطريق الصحيح فنياً وإبداعياً. أما قضية حضور الجمهور أو انتقال العرض المسرحي بين مدن الإمارات، فهي قضية ليست فنية، وإنما إجرائية وقد تُحل مستقبلاً.
شكراً لكل المبادرات الرائعة التي تخدم الإبداع الوطني في الإمارات.