ثمة احتفاء جميل، بصحو يرسم شموع السنوات والأمل، ويضيء الكون بضوء لا يحتجب بريقه، وبنهج الحلم الآتي، تمهد في صوره المثلى، وطن منذ نشأته بدأ في مجد جميل، بدأ لا يضاهى، وتجلى خيره في سنوات من مسيرة العطاء والعنفوان الخالد، وتجسد رونق التاريخ من النور على مر الطموح، يسفر على الملأ، وطن الشموخ، نبع الحكمة العربية، يتصدر الأوطان بآفاقه وحضارته العالمية، وتقدمه الراقي، بعد حقبة العناء بالماضي. تبددت تصاوير العناء. وتوهّجت صفحات التراث والمشاهد المورثة، بقيت بين الحكايات المشرفة تستعيد جمالية الوقت في خيالها ودهشتها.
صار الوطن شامخاً بين الدول يتصدّر روح ومراحل الحضارة والسلام، متفرد القيم، يبشر القلوب بالحياة المنتظرة، يسترسل في الحاضر والآتي بعبقرية النماء وسحر البهاء، يحفظ الوقار الملهم للبشرية، ويمد يد السخاء نحو الإنسان، أينما تضرر بالجفاف أو بالفيضان، أينما العسر تكشف، إذ يبسط سجادة القيم والكرم، إذ يبشر الورى بالسعادة في شموخها الجميل.
قيل في الإمارات الوطن مقولات كثيرة وجميلة في سياق الحكمة العربية، واعتزازاً وافتخاراً ببصيرة وحكمة الآباء المؤسسين، حين نهجوا وعقدوا العزم على بناء وطن موحد، وحين تأصلت الفكرة في العقول وتجذرت على ثبات كانت تثمر على اليقين، وها هم أبناء الإمارات، تزهر في حياتهم فكرة المجد الأثيل والآمال في ازدهار الوطن وفي تبوء المكانة السامقة بين الأمم، وفي التوق نحو المبادرات العلمية الكبيرة. 
وتعلو راية الوطن، في تقدم وحضارة، وترسو حكايات البدء، وتحفل بما يملأ السمع والبصر من أمجاد، باتساع الحياة، فلا تمحو من ذاكرة رسمت زهاء على ضفاف خليج العروبة، رسمت لها لوحة في منتهى الجمالية، تنساب ألوانها من تدفق جميل ورفيف لأجنحة الطيور البيضاء، في نوارسها الحالمة، لغات ملهمة تستعيد ألفة الدفء على أرضها، آتية على مواعيد الفرح، في حفلها في عيد وطن يبتهج في مسرات اللحظات.
الإمارات وطن يكتب اللحظات التاريخية من مهده إلى أقصى المدى يزهر في فضاء العلوم إلى بناء الإنسان، ينسج المواعيد العظيمة احتفالاً من الضياء والفكر يمحو كل العقبات. وطن يطهر الحياة ويكسوها ألقاً، وينير صحو إيقونة خالدة لأوطان نموذجها وسحرها الإمارات تستلهم مما وصلت إليه من التقدم.
الإمارات في كل مكان تتصدر العمل الإنساني الأسمى، تمتد يداها لتصوغ الحياة في إغاثة مشرقة لا تغرب عنها شمس الترحال، لا تستثني القريب ولا البعيد، تهب الإنسانية روحها، تملؤها اطمئناناً، وتكف كل أسباب المعاناة عن البشر وتمدهم بأسباب الحياة والأمل. الإمارات وطن الابتهاج تظل على العهد خفاقة، لا تحيد عن الفرح.