لم يشأ مونديال «الدوحة 2022» أن يكتفي بالتنظيم المبهر الذي فاق كل التوقعات، فقدم نسخة حافلة بالإثارة، من خلال كم المفاجآت التي شهدها الدور الأول، مما صنّف «النسخة الـ 22» الأعلى فنياً قياساً بكل النسخ السابقة.
من كان يتوقع أن يخرج «العنابي» ممثل الدولة المنظمة بلقب «الحلقة الأضعف»، باعتباره أول ممثل للدولة المنظمة يخسر الافتتاح، ويكون أول المغادرين، من دون أن يحصد نقطة واحدة.
ومن كان يتوقع أن يبدأ «الأخضر» السعودي مهمته المونديالية متصدراً مجموعته، بعد فوزه التاريخي على أرجنتين ميسي، ثم يخسر أمام بولندا والمكسيك، ليحتل المركز الأخير، ويغادر البطولة مبكراً.
ومن كان يتوقع أن يفوز «نسور قرطاج» على أبطال العالم نجوم فرنسا، بعد الخسارة من أستراليا.
ومن كان يتوقع أن يخسر منتخب اليابان من كوستاريكا، بعد الفوز على ألمانيا بطل «مونديال 2014»، ثم ينهي المهمة بالفوز على إسبانيا بطل «مونديال 2010» ليتصدر المجموعة.
ومن كان يتوقع أن تفوز الكاميرون على البرازيل أقوى المرشحين للفوز باللقب.
ومن كان يتوقع أن تفوز كوريا الجنوبية على برتغال كريستيانو رونالدو.
ومن كان يتوقع أن يقدم «أسود الأطلس» كل ذلك الإبهار، وبعد التعادل مع كرواتيا وصيف بطل العالم، أجهزوا على بلجيكا ثالث العالم، قبل أن يضعوا نقطة في آخر السطر لمشاركة كندا، لتتصدر المغرب المجموعة بكل الجدارة والاستحقاق لتضرب موعداً مع «الماتادور» الإسباني في الدور الثاني، ولا شك أن الدفعة المعنوية القوية التي نالها «الأسود» في الدور الأول، من شأنها أن تمنحنا الحق في التفاؤل بتخطي عقبة الفريق الإسباني.
ومن كان يتوقع أن تثأر غانا من أوروجواي، بعد 12 عاماً من واقعة «مونديال 2010» عندما أبعد لويس سواريز الكرة من على خط المرمى، ليحتسب الحكم ركلة جزاء أهدرها أسامواه جيان، لتخسر غانا فرصة تحقيق إنجاز تاريخي، وعندما أتيحت الفرصة لمنتخب «النجوم السوداء» في «مونديال 2022» بذلوا أقصى الجهد، من أجل حرمان أوروجواي من تسجيل هدف ثالث يقودهم إلى الدور الثاني، ليودع الفريقان، أوروجواي وغانا البطولة من الدور الأول!
ومن كان يتوقع أن تصعد ثلاثة منتخبات آسيوية للمرة الأولى إلى الدور الثاني، على حساب عدد من منتخبات الصف الأول على مستوى العالم.
ومن كان يتوقع أن يتعرض هواة المراهنات على مستوى العالم، لكل ذلك القدر من الخسائر، إزاء مونديال يأبى إلا أن يتلاعب بالأعصاب، ويضرب بالتوقعات عرض الحائط.