أخيراً.. وبعد 43 عاماً، تعود دورة الخليج إلى أحضان «بلاد الرافدين» اعتباراً من يوم الجمعة المقبل، في أول دورة خليج بعد «جائحة كورونا».
وكما يقول أهل العراق «مات من الحسرة اللي ما شاف البصرة» التي تستضيف «النسخة 25» لأقدم بطولة كروية بالمنطقة، والتي انطلقت عام 1970 بالبحرين.
وتتوفر للنسخة الجديدة كل أسباب النجاح، سواء بالشغف العراقي لاستضافة العرس الخليجي، أو من خلال جاهزية كل المنتخبات المشاركة التي يطمح معظمها إلى انتزاع اللقب: المنتخب العراقي يحظى بميزتي الأرض والجمهور، و«الأزرق» الكويتي صاحب الأرقام القياسية بالبطولة، و«الأبيض» الإماراتي يحدوه أمل استعادة ذكريات إنجازي أبوظبي والمنامة، و«الأخضر» السعودي قاهر الأرجنتين بطل «المونديال»، و«العنابي» القطري الذي يسعى لتعويض إخفاق «المونديال»، و«الأحمر» البحريني حامل اللقب، والمنتخب العُماني الفائز باللقب مرتين.
وتعود الدورة إلى الملاعب العراقية، في غياب النجم الكبير أحمد راضي أحد أبرز من أنجبتهم الكرة العراقية والخليجية عبر تاريخها، حيث لعب 120 مباراة دولية، ورسم الفرحة على وجوه العراقيين، وقت أن كان الشعب العراقي يعاني الأمرين، واعتبره الكثير من العراقيين بمثابة «النهر الثالث» للعراق، ووافته المنية عام 2020 جراء فيروس كورونا، لتفقد الكرة العراقية النجم الذي قادها للفوز بلقبي خليجي 1984 بعُمان، وخليجي 1988 بالسعودية، كما قاد منتخب بلاده للتأهل إلى أولمبياد سيؤول 1988، وسجل هدفين خلال البطولة أمام جواتيمالا وزامبيا، كما أن راضي هو صاحب الهدف العراقي الوحيد في تاريخ «المونديال»، وسجله في مرمى بلجيكا في مونديال المكسيك 1986، وأسهم النجم الأسطورة في فوز العراق بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية، بالتغلب على المنتخب المغربي في المباراة النهائية.
واشتهر النجم الكبير بلقب «النورس»، بعد أن ظل لسنوات طويلة نموذجاً يحتذى به في التألق والإبداع والتفاني في خدمة كرة بلاده.
وشخصياً أقترح أن يتبنى منظمو «خليجي البصرة» فكرة تكريم أسرة أحمد راضي خلال حفل الافتتاح، مع تخصيص جائزة باسم «جائزة النورس الذهبي»، ويتم تقديمها إلى هدّاف دورة الخليج، أو لأحسن لاعب بالدورة، تخليداً لاسم الراحل الكبير أحمد راضي الذي أثرى الملاعب العراقية والخليجية والعربية والآسيوية.
×××
ذات يوم قال الأمير فيصل بن فهد: «دورة الخليج ولدت لكي تبقى»، وهو ما يفسر إصرار أبناء المنطقة على استمرارها، برغم كل ما يواجهها من صعوبات ومشاكل من بينها ضغوط الروزنامة الآسيوية والدولية.