بعيداً عن النجاح الباهر والكبير للجزء الثاني من فيلم «أفاتار» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية والعالمية، وحقق عائدات تناهز الثلاثة مليارات دولار خلال أقل من خمسة أسابيع على عرضه، نحتفي بنجاح النظام الذي طورته الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، والذي يحمل الاسم نفسه وعرضته عبر منصتها في معرض «إنترسك» للأمن والسلامة الذي اختتم مؤخراً في دبي.
يُعد النظام الجديد الأول من نوعه في العالم باستخدام تقنية البيانات الضخمة «بيغ داتا» لمكافحة الحرائق استباقياً، عبر تحليل مسبباتها وظروفها خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتحديد السلوكيات الخاطئة بحسب الجنسيات، ومخاطبة كل جنسية بلغتها، بما يتناسب مع ثقافتها ومناسباتها والسلوكيات المرتبطة بها.
 يتضمن النظام المبتكر الجديد - كما جاء في معرض الإعلان عنه - ««أفاتار» أو ضابطاً افتراضياً من الدفاع المدني، يخاطب الفئات المستهدفة، ويمكنه توجيه رسائله بـ20 لغة مختلفة، ويجري العمل على برمجة رسائل بلغات جميع الجنسيات المقيمة في دبي. ويعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل أسباب الحرائق، ومدى ارتباطها بالجنسية أو المناسبة والتوقيت والمكان، مما يتيح تكوين صورة كاملة للحريق قبل وقوعه.
 كما يتيح النظام الجديد «مخاطبة الجنسية المستهدفة بالتوعية، بطريقة مبتكرة غير تقليدية، تسهم في ترسيخ الرسالة لديهم، وتعزيز قدرتهم ليكونوا المستجيب الأول حال وقوع حريق».
 وأعلنت الإدارة العامة للدفاع المدني خلال المعرض العالمي، أنها «تعاقدت فعلياً مع مؤسسة الاتصالات على إرسال خمسة ملايين رسالة نصية، تتضمن رابط التوعية على مدار سنتين، وبمجرد فتح الرسالة يجد الشخص المستهدف رابطاً يضغط عليه، ليظهر له ضابط افتراضي «أفاتار» يخاطبه بلغته، فيرحب به أولاً باسمه، ويشرح له السلوك الخاطئ الذي أدى إلى وقوع حريق، في التوقيت ذاته من قبل، وكيف يمكنه تجنب تكرار ذلك، كما يرشده إلى كيفية مكافحة الشرارة الأولى، والقضاء على الحريق عند بدايته».
 جهد طيب ومتميز ومبتكر تشكر عليه الإدارة التي تبذل جهوداً مقدرة تعتبر امتداداً لمبادرات وجهود وزارة الداخلية لتعزيز الوقاية والسلامة العامة في مختلف مدن وإمارات الدولة، حفاظاً على الأفراد والممتلكات والمرافق والمنشآت، وتتطلب من الجميع المساهمة فيها بالالتزام بأبسط قواعد الوقاية والسلامة، على مدار العام، وعدم الاستهانة بأي عامل من عوامل الأمن والسلامة، ولنتذكر أن «معظم النار من مستصغر الشرر»- كما يقولون- وسلامتكم، وشكراً كثيراً لرجال الدفاع المدني.