«ثروتي.. سعادة شعبي» مقولة تاريخية خالدة للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لخص من خلالها رؤيته الثاقبة في تحقيق السعادة لأبناء هذا الوطن الغالي، وذلك منذ مراحل مبكرة من تأسيس الدولة، حيث تسارعت الخطط والبرامج على المحاور والميادين والمجالات كافة، تسابق الزمن من أجل تعويضه عن سنوات الشدائد وقسوة الحياة التي مرت على المنطقة في فترات سابقة لما قبل قيام الدولة.
وكانت المنجزات والمكتسبات تتفتح في شتى المناطق والمدن كبراعم زهور فواحة لتلبية احتياجات الإنسان في «بلاد زايد الخير»، خاصة في ما يتعلق بتوفير السكن الصحي المناسب والتعليم والصحة وتنويع مصادر الدخل، وقد مضت قيادتنا الرشيدة على النهج ذاته، وتوسعت بصورة كبيرة للغاية للاستثمار في الإنسان الإماراتي، لينعم اليوم بكل هذه الإنجازات والمكتسبات المتواصلة ليس فقط لخدمته وتلبية احتياجاته الأساسية، وإنما لتوفير كل صور الرفاه والازدهار لإسعاده.
 مقولة تاريخية للوالد المؤسس، طيب الله ثراه، نستذكرها ونستلهم منها الرؤى والعزيمة لمواصلة العمل من أجل ترسيخها وتعزيزها بينما يحيي العالم اليوم العالمي للسعادة، والذي يصادف اليوم العشرين من مارس من كل عام، ويعلن فيه عن نتائج المؤشرات الدولية للسعادة وجودة الحياة في المجتمعات التي تولي هذا الجانب الاهتمام والمتابعة من أجل الإنسان فيها لأهمية هذا الجانب في بناء المواطن الإيجابي، وتعزيز الصحة النفسية والجسدية، باعتبارها مقياس رضا الفرد عن حياته وجودتها وبالتالي زيادة مستوى الأداء والإنتاجية للأفراد. 
وبكل فخر واعتزاز، تتصدر الإمارات المؤشرات الدولية، حيث أبناؤها في صدارة أسعد شعوب العالم، فقد جعلت الدولة من السعادة أسلوب حياة ونمط عمل معززاً بجملة من التشريعات والمبادرات، ومنها استحداث وزارة للسعادة في تشكيلة سابقة للفريق الحكومي وإطلاق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، ونشر البهجة والإيجابية عنواناً عريضاً لثقافة مؤسسية تجعل من السعادة المحور والمحرك لجودة الحياة ورفع مستويات الأداء والإنتاجية في بيئات العمل والمجتمع إجمالاً.
للأسف، بعض المتخشبين أدمنوا بث السلبية في محيطهم غير مدركين الغايات السامية للبرامج الموضوعة لإسعادهم، فنجدهم لا ينظرون إلا بأنانية شديدة للأمور، ولا يقدرون حق التقدير النعم التي تحيط بهم، وتجدهم يحاولون بإصرار شديد بث الروح السلبية لغيرهم، مما ينعكس على العمل والمجتمع وتصل آثاره حتى للأسرة، وعلينا ألا نلتفت لهم لنمضي في دروب سعادة من صنع إمارات الفرح والسعادة.