تحدث رودولفو أروبارينا المدير الفني للأبيض عن نقص الشراسة الهجومية للفريق في مباراته الودية أمام طاجيكستان، وغياب الشراسة التي هي الجدية والحماس عند اللاعبين، من مسؤولية الجهاز الفني بمختلف رجاله، ففي المقابل حقق منتخب المغرب في سياق الأجندة الدولية فوزاً يساوي مفاجأة كبيرة على حساب منتخب البرازيل 2/1 على الرغم من الفرص التي ضاعت من منتخب السامبا، إلا أن الفوز منح أسود الأطلس مزيداً من الثقة والهيبة على مستوى الكرة العالمية. 
هناك اتجاهان عند خوض مباريات دولية ودية، والاتجاهان مثل حركة طرفي المقص يمضي كلاهما في اتجاه، فهل يلعب الفريق مع منتخبات درجة ثانية وثالثة فنياً أم يواجه منتخبات من الدرجة الأولى، برازيل، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، كوريا الجنوبية.؟ 
اختيار الاتجاه في مراحل بناء المنتخبات وتجديدها كما هو الحال مع الأبيض يسير نحو طاجيكستان (108 في تصنيف الفيفا) وتايلاند (111 في التصنيف) مع الوضع في الاعتبار أن التصنيف ليس مقياساً دائماً وكاملاً للمستوى الفني لأي فريق، وكم من مصنفين هزموا وخرجوا مبكراً في بطولات. 
ولأن منتخب الإمارات في مرحلة تجديد وبناء، أشرك المدرب الأرجنتيني رودلفو أروابارينا عدداً كبيراً من الوجوه الشابة وأجرى خمسة تغييرات في الشوط الثاني، بمشاركة كل من خالد السناني ويوسف المهيري وأحمد عامر وبلال يوسف وطحنون الزعابي، وهذا أيضا فعله مدرب البرازيل الجديد رامون مينيزيس، والذي خلف تيتي المدير الفني السابق، في مباراة المغرب، حيث مزج بين أصحاب الخبرة والشباب لأن الفريق في مرحلة بناء.
الأبيض يبدأ بلقاء طاجيكستان وتايلاند في إطار الاستعداد لنهائيات آسيا 2023 ثم تصفيات مونديال 2026 والأولى هي الحاضر، والأخيرة هي المستقبل القريب، وهذا المستقبل يكون في عمر المنتخبات قريباً جداً مهما طال زمنه.  ولذلك في مراحل أخرى قادمة لابد من خوض تجارب أقوى ومختلفة. ولمواجهة شتى المنتخبات لابد من وضع أروابارينا ضمن معايير اختيار اللاعبين نوعية المهارات الجديدة المطلوبة في كرة القدم الدولية، ومن أهمها السرعات في المسافات القصيرة، بجانب الخفة والرشاقة والمرونة. 
ولن تكون هناك فائدة من مباريات الأجندة الدولية، إذا ظل لاعب المنتخب يتعامل معها على أنها ودية، وليست تجربة مهمة في مسيرته وفي طريق المنتخب، ولابد من خوضها بمنتهى القوة والحماس والجدية، فائدة المباريات الودية للفرق العربية عموما أنها «حبية» كما يقول التعبير الدارج، وربما لطيفة أيضا. 
** المدرب أي مدرب عليه أن يؤهل لاعبيه لكل مباراة، وينقل إليهم الأهداف منها، ويشعلهم بالحماس وبالشراسة الهجومية التي تحدث عنها أروابارينا وقال إنها كانت غائبة أمام «طاجيكستان 108»...!