تحرص المنشآت الطبية التي تضم مستشفيات وعيادات ومراكز علاجية على نشر لوحات تدعو القادمين إليها للمحافظة على هدوء ساحاتها، وتفرض إدارات المرور غرامات باهظة على السائقين الذين يستخدمون أبواق سياراتهم في تلك الأمكنة، فما بالكم بمستوى الهدوء المطلوب في ردهات هذه المنشآت والممرات بين أجنحتها. 
في أحد المستشفيات التي تُعد من صروح النهضة الطبية ليس في الإمارات وحسب، بل ومنطقتنا الخليجية والعربية، وتعتبر عالمية المستوى بكل المقاييس بشهادات مراكز الاعتماد المختصة، يصر بعض الزوار على اصطحاب أطفالهم الصغار ويتركونهم في الردهة  الكبيرة الرئيسية يلهون ويمرحون، بينما يتوجه ذووهم للأدوار والأجنحة العليا لعيادة مرضاهم. بعض هؤلاء الأطفال يجعلون من السلالم المتحركة في المكان وسيلة لهو رغم خطورة مثل هذه السلوكيات. مساء أمس الأول، أشفقت على رجال «السيكيورتي» في المكان وهم يوزعون جهدهم بين توجيه الزوار والجري وراء هؤلاء الصغار الذين كانوا يتسابقون ويلهون بكل صخب في المكان الذي يعج بزواره، ويظلون هناك حتى انتهاء مواعيد الزيارة في الثامنة مساء وأحياناً إلى ما بعد ذلك الوقت المحدد.
 سلوكيات تظهر غياب غرس ثقافة احترام الأماكن العامة خلال الوجود فيها، وبالذات في المستشفيات ومراكز العلاج، وكذلك صون المرافق فيها، فهي من المال العام، وقد أنفقته الدولة بسخاء، ووفرته ليستفيد منه الجميع، ولكن للأسف البعض لا يفرق بين وجوده في مستشفى أو مركز صحي وبين الحديقة العامة أو شاطئ البحر، وهي ثقافة غائبة لا تشمل السلوكيات فقط، بل وتمتد للمظهر، حيث نشاهد البعض وهم يرتادون هذه الأماكن بملابس غير مناسبة وليست لائقة كما لو أنه كان في مجلس بيته.
 اصطحاب الصغار للمستشفيات ينطوي إلى جانب تلك الصور والسلوكيات المزعجة، كذلك على مخاطر صحية لوجود احتمالات عالية لالتقاط عدوى، في وقت يمكن لأولياء الأمور تجنيبهم مثل تلك الاحتمالات، ونحن نرى حرص عناصر «السيكوريتي»، رجالاً ونساء، على تقديم الكمامات للجميع حرصاً على سلامتهم، بينما يؤدون مهامهم بكل إخلاص وتفانٍ، ولعل أبسط ما يمكن أن نقدمه التعاون معهم بعدم اصطحاب الأطفال لمثل هذه الأمكنة، وإذا لا بد من الأمر فالأقل أن يكونوا تحت رقابة والديهم. وشكراً لكل حريص وملتزم بقواعد زيارة المنشآت الطبية والعامة.