التضامن الدولي الواسع مع جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة والاستنكار الشديد والإدانات للهجوم الإرهابي الذي وقع أمس الأول، في موسكو، يجسد رفض العالم بأسره لكل أشكال وصور الإرهاب، وضرورة وقوف الجميع صفاً واحداً لاجتثاث هذه الآفة اللعينة المدمرة التي تستهدف الوجود الإنساني والحضاري للأوطان والبشرية جمعاء.
لقد كانت الإمارات في مقدمة المتضامنين والمنددين بالهجوم الإرهابي الذي تعرضت له إحدى قاعات مركز تجاري بالعاصمة الروسية، وأدى لمقتل وإصابات عشرات الأبرياء، ما يظهر قبح أعداء الحياة. وأكدت وزارة الخارجية، في بيانها أن «دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي»، وأعربت عن «خالص تعازيها ومواساتها إلى الحكومة الروسية والشعب الروسي الصديق، ولأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين».
لقد كانت الإمارات دائماً ليس في مقدمة المنددين والمستنكرين لمثل هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية وحسب، بل في صلب وصدارة الحرب العالمية على الإرهاب، وشمل انخراطها في المواجهة المتواصلة الجوانب الفكرية لدحض المنطلقات التي ينطلق منها ذلك الفكر المنحرف والمريض، وكذلك الجوانب التمويلية لتجفيف منابعه من خلال مجموعة واسعة من اللوائح والأنظمة والقوانين الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب ورعاته.
وقد أصبحت التجربة الإماراتية على هذا الصعيد نموذجاً ناجحاً وملهماً حرصت على مشاركته مع العديد من البلدان الشقيقة والصديقة لتبادل التجارب والخبرات على مختلف الصعد والمجالات، للوقوف معاً في وجه تلك العصابات الإجرامية الإرهابية التي عاثت وتعيث فساداً في العديد من مناطق العالم، ونشرت الدمار والخراب، وهي تسفك الدماء، وتزهق أرواح الأبرياء.
جماعات إرهابية متفلتة لا تملك مشروعاً سوى توليد الخراب والخواء والفشل بدعواتها للنيل من المنجزات والمكتسبات التي تحققت في الدول الناجحة المزدهرة. جماعات إرهابية أرادت اختطاف عقيدتنا الإسلامية واستغلالها لترويج أفكارها المنحرفة التدميرية، وفي الجانب المقابل هناك أحزاب ومنظمات يمينية متطرفة، زادها الكراهية، لا تريد للعالم سلاماً ولا استقراراً.
وفي كل منصة ومحفل دولي، تحرص إمارات الخير والمحبة على تذكير العالم بمسؤولياته وواجباته في التصدي للإرهاب، وتعزير التعاون والتنسيق وتكاتف الجهود من أجل القضاء على الإرهاب ودعاته ورعاته لتمكين المجتمعات من مواصلة مسيرتها نحو التنمية والازدهار في عالم يسوده السلام والاستقرار.