السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الطفل الإماراتي.. طموح بلا حدود

الطفل الإماراتي.. طموح بلا حدود
17 مارس 2023 01:34

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

لعبت الإمارات دوراً محورياً في دعم المواهب الناشئة من مختلف المجالات، وحرصت المؤسسات والجهات الفنية والموسيقية المتخصصة والقنوات التلفزيونية، على إشراكها في أنواع المحتوى الإبداعي، لاسيما أن الفنون تسهم في بناء وعي الأطفال. وحققت المواهب التي تم اكتشافها في التمثيل والغناء والموسيقى، الكثير من النجاحات الواعدة. وبمناسبة يوم الطفل الإماراتي، ماذا قال أهل الفن عن أهمية الفنون وتأثيرها الإيجابي على الطفل؟

علاج الروح
البداية مع الموسيقى، حيث أكد الموسيقار نصير شمة، أنه بحسب تجربة «بيت العود» منذ تأسيسه عام 1982، فقد تم اكتشاف العديد من المواهب في فئتي العزف والغناء، وتم تدريبها عملياً ونظرياً حتى أصبحت نجوماً في هذا القطاع، لافتاً إلى أن «بيت العود» في أبوظبي، يضم نخبة من الأطفال الموهوبين الذي يتوقع لهم مستقبلاً باهراً، بينهم: محمد التميمي، جميلة وسعيد الغريبي، وفاطمة اليافعي، لافتاً إلى أنه يحرص على متابعة المواهب الواعدة بشكل دائم، ويشرف بنفسه على التدريبات.
وأكد شمة أن الموسيقى من أهم المجالات التي تساعد الأطفال على تنشيط الدماغ، بحيث يتمتعون بقدرة ذكاء عالية، وقال إن التعثرات الأكاديمية والدراسية يمكن تجاوزها من خلال الموسيقى. وأوضح أن «بيت العود» في أبوظبي يساعد المواهب الإماراتية الواعدة وكل المقيمين على أرضها، ليكون بمثابة منصة لاكتشاف هذه المواهب. وقال: الموسيقى علاج للروح والنفس، وهنالك بعض حالات التوحد تم شفاؤها بالموسيقى، وكذلك الأمر بالنسبة لحالات أخرى ساعدتها الموسيقى على اكتساب الثقة بالنفس، بعدما كانت تعاني من مشاكل أسرية أو نفسية بسبب التنمر.

رحلة إلى المستقبل
عن المواهب في السينما، أكد المنتج والمخرج عامر سالمين المري، أنه من المهم تكريس الفنون في خدمة قضايا الطفل، فضلاً عن إكسابه القيم من خلال الأعمال السينمائية التي يكون لها دور بوضع الأطفال على الطريق الصحيح، لافتاً إلى أنه قدم العديد من الأعمال السينمائية التي لعب بطولتها أطفال، وناقشت قضايا تهم هذه الفئة مثل «ساير الجنة» و«عاشق عموري» و«شبح». وقال: «عاشق عموري» شارك في العديد من المهرجانات الدولية وحصد عدة جوائز، ويُعتبر الفيلم الروائي الأول الذي يحمل الطابع الرياضي، وقد لعب بطولته الطفل الإماراتي جمعة إبراهيم الزعابي، كما شارك الطفل الإماراتي ماجد البلوشي في فيلم الرعب والتشويق «شبح» الذي حصد مراكز متقدمة.
ولفت المري إلى أنه يعمل على تنفيذ فيلم جديد يناقش قضايا خاصة بالطفل تحت عنوان «رحلة إلى المستقبل»، وهو تجربة جديدة له في عالم الكتابة والإخراج السينمائي، يلعب بطولته 5 أطفال، ويمزج بين المغامرات والحركة والخيال العالمي، في تجربة فنية هي الأولى من نوعها في السينما المحلية. وأكد أنه يضع على عاتقه الاهتمام بالمواهب الواعدة، لاسيما أنه على يقين تام بأن هذه المواهب هي نجوم المستقبل، حيث يعتمد في بطولة أفلامه على عنصر الأطفال كأحد عوامل النجاح. وذكر أن سينما الأطفال من أصعب الأنواع السينمائية لجهة التعامل مع الأطفال خلال التصوير، ويجد فيها متعة كبيرة.

مستقبل السينما
وأكد سعيد سالمين، مخرج فيلم «ساير الجنة» الذي أنتج عام 2015، أن تولي الطفلين أحمد وجمعة الزعابي بطولة العمل، كان تحدياً كبيراً، وقال: «وضعنا الثقة في المبدعين الأطفال لتوجيه رسائل هادفة وقضايا مجتمعية مهمة تسلط الضوء على الترابط الأسري وعلاقة الأطفال بكبار السن. وقد حقق العمل نجاحاً كبيراً وشارك في عدد من المهرجانات المحلية والعالمية، وحصد العديد من الجوائز الخليجية والدولية».
وأوضح سعيد أن الأطفال الذين عملوا معه في الفيلم، كانوا على قدر كبير من الوعي والذكاء والموهبة، لاسيما أن لديهم طاقات كبيرة ومن الضروري توظيفها بشكل مبدع، وقال: يجب التركيز على الأطفال في عالم «الفن السابع» لأنهم مستقبل السينما، أملاً بأن يتجه صناع السينما إلى تكثيف الأعمال الخاصة بالأطفال ومشاركتهم فيها، لأن الطفل له عالم خاص، ومن الضروري أن يكون للفنون وبكل أشكالها الدور الأكبر في تكوين شخصياتهم حتى يكبروا ولديهم تجارب وأفكار وخبرة.

خير سفير
في يوم الطفل الإماراتي تحدث الموهبة الواعدة الإماراتي محمد التميمي، عن فخره بالانضمام إلى «بيت العود» في أبوظبي، حيث ساعده أساتذة الفن المتخصصين على تطوير وصقل موهبته في الغناء والعزف على آلة البيانو. وذكر أنه يعتبر «بيت العود» بيته الثاني، حيث يولي القائمون على المكان اهتماماً كبيراً به وبزملائه الطلبة، لافتاً إلى أنه يطمح بأن يصبح في المستقبل أحد الموسيقيين المحترفين، وأن يكون خير سفير للإمارات في المحافل الفنية والمناسبات الوطنية.

صقل الموهبة
الطفل الإماراتي المتعدد المواهب تركي المنهالي، ذكر أن «بيت العود» ساعده على صقل مواهبه في الغناء والعزف على آلة العود، بمساعدة والده الفنان طارق المنهالي، الأمر الذي أعطاه الثقة في تقديم مجموعة من الأغنيات الوطنية وتقديم حفلات برفقه شقيقه «زيد» في مناسبات مختلفة، نالت انتشاراً كبيراً، وهو يعرض مقاطع منها عبر الـ«سوشال ميديا».

تحقيق الحلم
المنتج والممثل منصور الفيلي الذي لعب دور البطولة إلى جانب الطفل جمعة الزعابي، ضمن أحداث فيلم «عشاق عموري»، أوضح أن مثل هذه الأعمال السينمائية، التي تتضمن رسائل هادفة مثل دعوة الأبناء بأن يشقوا طريقهم ويسعوا وراء تحقيق أحلامهم، مهمة في إظهار المواهب الواعدة سواء في الإخراج أو التمثيل أو الكتابة. وقال: من خلال تجربتي في «عشاق عموري»، وجدت طاقات مبدعة في هذا المجال، يمكن استثمارها في المستقبل، فالإمارات أنتجت العديد من الأعمال السينمائية والدرامية التي ناقشت قضايا مهمة تتمثل في حماية الطفل من الأخطار المحيطة به داخل الأسرة وخارجها، كان لها صدى واسع في الساحة الفنية، خصوصاً أن قضايا الطفل تحتاج إلى معالجة درامية عالية. وهذا يؤكد الدور العميق الذي تتبناه دولة الإمارات بمؤسساتها الفنية وفنانيها لزيادة الوعي لدى الأطفال والأسر.

شلة دانة
تحدثت المخرجة حنان غيث، صاحبة فكرة المسلسل الكرتوني «شلة دانة»، أن الفنون لديها القدرة على مناقشة قضايا معاصرة تغوص بموضوعات إنسانية واجتماعية تخص الطفل، ولا يستطيع أحد أن ينكر دور السينما والدراما في إبراز بعض المشكلات التي واجهت الأطفال وكانت بمثابة دروس مهمة للآباء والأمهات. وقالت: يأتي دور الأعمال الكرتونية والموسيقى في صقل شخصية الطفل من خلال تشبعه بالفنون البصرية، والحركية والصوتية والسمعية. وأكدت غيث التي تعمل في مجال الإخراج وإنتاج برامج الأطفال منذ أكثر من 22 عاماً، أن الأعمال الكرتونية المحلية أثبتت قدرتها على مخاطبة الطفل بشكل إيجابي ورسخت قيماً لديه، وساعدته على التعبير عن نفسه، وإكسابه مهارات التحدث باللغة العربية، وترسيخ مفاهيم تعليمية وتربوية وتثقيفية ووطنية لدى الطفل. وذكرت أنها تسعى إلى دعم المواهب الإماراتية الصغيرة واستقطابها من أجل تشجيع الإبداع وإطلاق طاقات الطفل للأعمال الهادفة التي تحثه على الولاء والانتماء.

نبيل والجرن
الطفل الإماراتي عبد الله نبيل، موهبة واعدة أظهر إبداعاته على مسرح دبا الحصن، وشارك في بطولة مسلسل «شبيه الريح»، وبعد النجاح الذي حققه في هذا العمل، انطلق في فضاء الدراما المحلية، ليصبح أحد نجومها في عدد من المسلسلات والمسرحيات المتميزة، منها: «حدك مدك» و«كركم وبزار»، وحالياً يصور المسلسل الخليجي المشترك «جذوع» مع حبيب غلوم وهيفاء حسين. وكان الطفل الإماراتي عبدالله الجرن لعب دور «دحروري»، ابن «خاشع»، ضمن مسلسل «خاشع ناشع» الذي عرض في رمضان على «قناة الإمارات»، محققاً صدى كبيراً، وشارك في بطولة مسلسل «حامض حلو» وفيلم «خورفكان»، وأظهر موهبة متميزة في عالم التمثيل، تبشر بولادة نجم جديد في المستقبل.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©