السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عائشة الطنيجي.. رمضان «فوّاحة الذكريات»

عائشة الطنيجي تعدد أنواع المأكولات الشعبية (الصور من المصدر)
24 ابريل 2020 00:18

هناء الحمادي (رأس الخيمة )

يسترجع كبار المواطنين ذكريات الأيام الجميلة والأحداث المرتبطة بتفاصيل الشهر الفضيل، التي تتسم بالمحبة والتواصل الاجتماعي.. ومع بقاء أو غياب العادات الرمضانية القديمة، فإن الذاكرة الإماراتية لم تنسها، ويبوح بها الأجداد والآباء على موائد الإفطار، وسط آمال بعودة الحياة بعد سيطرة العالم على وباء كورونا.

حول ذكريات شهر رمضان الكريم، أوضحت عائشة الطنيجي من منطقة الرمس في رأس الخيمة، أنه كان يتميز بطابع خاص في تلك الحقبة، حيث كان تجمع الأسرة والأهل من سمات الشهر أيام زمان، فكان الطعام من صنع الأمهات والجدات والأخوات، لذلك كان كل شيء جميل، وله مذاق ونكهة خاصة.
وتقول: «نفتقد تلك الحياة الجميلة بين الناس، فرغم قساوة الظروف في ذلك الوقت إلا أنه شهر التواصل والتقارب والزيارات والتجمعات العائلية، حيث يعيش الجميع في الفريج أسرة واحدة، من خلال التعاون بين نساء الفريج الواحد، وكل واحدة تعد أطباقاً من الطعام تنوعت ما بين الأرز الأبيض والسمك إلى اللقيمات والمهلبية ليكون نصيب الجارات جزءاً منه، وكل واحدة توزع ما أعدته للجيران، لتشكل في النهاية سفرة عامرة من الأكلات الشعبية لأبناء الفريج.

فرحة
وعن أسرتها تقول: «والدي محمد عبدالله الطنيجي» مؤذن الفريج، كان يعلن للناس عن بدء شهر الخير والبركة، ليعم الفرح أرجاء الفريج وترتسم الفرحة على وجوه الصغار والكبار وسط تهليل وتكبير بقدوم شهر رمضان، موضحة أن مشاعر الفرحة تتضح من خلال رجال الفريج يتسارعون إلى تنظيف المسجد آنذاك، ويفرشون الحصير المصنوع من خوص النخيل ويتم توزيع التمر والماء على سكان الفريج تعبيراً عن استقبال شهر الرحمة والمغفرة، وبالنسبة للنساء فيكون استعدادهن لهذه المناسبة منذ فترة بطحن حبوب البر وتوفير«المير الرمضاني»، والذي كان بسيطاً من حبوب البر إلى الهريس والدقيق.
وعن تلك المشاعر التي تنتاب نساء الفريج فتصفها:«يتسابق الجميع للتهنئة، ومنذ إعلان عن أن الغد أول أيام شهر رمضان، فكل النساء يقمن بإعداد وجبة السحور التي غالباً ما تتكون من الماء والتمر والرز والسمك، مشددة على روح التعاون والمحبة طوال شهر رمضان، باعتبارها الصفة التي يتميز بها كل أهل الحي، حيث كان يطعم بعضهم بعضاً، فكل واحدة من نساء الحي تعد طبقاً وتحضره إلى مائدة الإفطار المشتركة، كل يوم في بيت إحداهن، كما كان الرجال يجتمعون على سفرة إفطار واحدة أيضاً، فلا يأكل الجار وجاره جائع.

عادات
وبالنسبة لعادات شهر رمضان قالت الطنيجي «ما كنا نفعله في بقية أيام السنة هو ما نكون عليه في رمضان، فالناس بسطاء وحين نستعد لرمضان نعلق قربة الماء «نمزرها بالماء» أي «نملؤها» في شجرة وننتظرها كي تبرد في ظروف الصيف، أو نملأ «الخرس»، وهو وعاء طيني، منذ مطلع يوم الصوم، ونهتم بتوفير التمر واللبن فهو إفطارنا في رمضان وفي غيره، وكنا نصنع السمن البلدي الذي يدخل في أغلب أطباقنا الرمضانية.
وأضافت: من العادات الجميلة المحفورة في الذاكرة والتي ما زلنا نمارسها حتى اليوم في شهر رمضان هي «الفوالة» أو كما تسمى عند البعض «غبقة» هي عادة تظهر في شهر رمضان، حيث تحرص الكثير من العائلات الإماراتية عليها بعد صلاة التراويح بوضع الكثير من الأكلات الشعبية والحلويات الرمضانية المحلية وسط تجمع أفراد العائلة أو الجيران والأقارب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©