عدد اليوم
أشرف جمعة (أبوظبي)
أكثر من 27 عاماً يرسخ لفن العيالة الحربية الذي أحبه منذ صباه، وهو ما جعل سعيد المزيود يشارك في العديد من الاحتفالات الوطنية، ويحافظ على هذا الفن الشعبي الأصيل الذي تتوارثه الأجيال وتحتفي به على مر الزمن، وفي ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها دولة الإمارات، للحد من انتشار وباء (كوفيد-19)، استطاع المزيود أن يتغلب على الأزمة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، والاستمرار في بث الوعي بأهمية فن العيالة الحربية، ودوره في إضفاء البهجة في كل الظروف والأحوال، وهو ما جعله يتجه في هذه الفترة إلى تسجيل العديد من «الشلات» داخل استوديو فني مع مراعاة كل إجراءات السلامة، ومن ثم بث مقطوعات عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما جعل الكثير من أفراد المجتمع يتفاعلون معها، فضلاً عن تحضير المزيود لألبومه الفني الشعبي الجديد والذي يحمل عنوان «المزيود الحربية 2020»، ويتضمن 11 عملاً فنياً ويتطرق إلى موضوعات مختلفة، وهو الألبوم الثامن في مسيرته الفنية، ومن ضمن الألبومات التي أصدرها من قبل «لا تسافر، قلبي عصاني، القصر، المغرم الهاوي، الورد».
مخزون تراثي
يقول سعيد المزيود: تعكس العيالة الحربية المخزون التراثي لكونها واحدة من الفنون الشعبية المتوارثة، فهي تتميز بإيقاعها السريع حيث يقف المؤدون لهذا الفن الذين يطلق عليهم «الرزيفة» عبر صفين يتوسطهما شاعر لديه براعة في الارتجال، ومن ثم يردد أعضاء الفرقة الأناشيد في أداء فني متسلسل، يحكمه سرعة الإيقاع المنبثقة من ألحان الشلة مع بعض الآلات الموسيقية البسيطة التي تم إدخالها حديثاً، لافتاً إلى أن هذا الفن يتغنى بالوطن ويعبر عن قيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة، فضلاً عن أنه أيضاً يعبر عن المشاعر الإنسانية الجياشة التي تلقى قبولاً واسعاً من كل الذين يتابعون هذا الفن العريق، والذي يمتزج بروح الأصالة والأهازيج الفلكلورية التي تعكس قيم وتقاليد الأجداد.
رسالة الأجيال
ويلفت إلى أنه في ظل الإجراءات الاحترازية منذ تفشي فيروس «كورونا» المستجد، وجدت فرقة المزيود الحربية التي أسسها منذ زمن بعيد، فرصة لتقديم أعمال فنية شعبية مختلفة عبر السوشيال ميديا، وهو ما لاقى نجاحاً من خلال التفاعل من قبل المتابعين، مبيناً أن الهدف الرئيس هو الحفاظ على هذا الفن وتوصيل رسالته للأجيال وديمومته حتى في مثل هذه الظروف، مشيراً إلى أنه قبل حدوث الأزمة الطارئة كانت المشاركات في الاحتفالات والمناسبات والفعاليات والأنشطة الوطنية شبه يومية، وفي مثل هذه الظروف الطارئة التي يمر بها العالم، كان علينا التفكير بأسلوب مغاير في ظل صعود العوالم الرقمية وسرعة انتشار المحتوى الفني، وبالفعل تم بث العديد من الفيديوهات التي تم تسجيها بأحد الاستوديوهات في إمارة دبي مع أعضاء الفرقة في ظل الحرص على التباعد الجسدي واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، وهو ما ساهم في إنجاز العديد من الأعمال الفنية التي تم بثها عبر «إنستغرام» والعديد من مواقع التواصل الاجتماعي.
فن شعبي أصيل
حول الألبوم الثامن الذي بصدد إطلاقه في الفترة المقبلة، يورد سعيد المزيود أنه يحمل أعمالاً فنية متنوعة من «الشلات»، ومن بينها «لا لا ليل، يزيد الشوق، القمر والليل»، موضحاً أنه سيطلقه عبر موقعي «إنستغرام» وال«يوتيوب»، وهو هدية لمحبي الفنون الشعبية الإماراتية الأصيلة، حيث اشتركت من قبل الشاعرة غياهيب في كتابة الكلمات في ألبومات سابقة عبر تعاون فني بيننا، مؤكداً أنه خلال أزمة «كورونا» قدم شلات كثيرة لكي يظل الجمهور مستمتعاً بها من خلال مواقع التواصل، حيث إنه يؤمن بأن فنون الآباء والأجداد ستظل ذاكرة الموروث عبر الزمن.
