تعاملت دولة الإمارات العربية المتحدة مع جائحة «كوفيد–19» بأدوات وأساليب متميزة ومبتكرة، حقّقت من خلالها ريادة عالمية في العديد من المجالات، وخاصة فيما يتعلق بفحوص الكشف عن الفيروس، التي تجاوزت حاجز الـ 10 ملايين فحص منذ بدء الجائحة، ما جعلها في المرتبة الأولى عالمياً، في تخطّي عدد الفحوص عددَ السكان، وذلك بالنسبة للدول التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة. وخلال الإحاطة الإعلامية للحكومة، أول من أمس الثلاثاء، قال الدكتور عمر الحمادي، المتحدث الرسمي باسم الإحاطة، إنه منذ 30 سبتمبر الماضي ولغاية 6 أكتوبر الجاري، أُجري أكثر من 700 ألف فحص على مستوى الدولة، بزيادة نسبتها 8% عن الفترة نفسها من الأسبوع الماضي.
هذه المكانة التي حقّقتها دولة الإمارات في عدد الفحوص ليست الإنجاز الوحيد لها في زمن «الجائحة»، إذ تمكّنت من تسجيل حضور مؤثر كذلك في عدد مراكز الفحص في المستشفيات والمراكز الطبية ومن خلال المركبة للكشف عن فيروس «كوفيد-19»، وذلك انطلاقاً من أن تمكين المواطنين والمقيمين من إجراء الفحص خلال دقائق معدودة، بأسهل الطرق والوسائل، يقع ضمن أولويات الخطة التي تعمل الدولة فيها للكشف عن المصابين واللحاق بهم سريعاً باتجاه العزل أو العلاج. كما تعمل دولة الإمارات في ظل الجائحة على التوسع في نطاق إجراء الفحوص المخبرية، لاسيما في المناطق السكانية ذات الكثافة المرتفعة، وفق إجراءات واشتراطات تضمَن السلامة والأمان للعاملين في خط الدفاع الأول، أو المراجعين لمراكز الفحص.
ويُنظر إلى دولة الإمارات بكثير من التقدير في تبنّيها قواعد ومعايير إنسانية في التعامل مع مسألة فحوص الكشف عن فيروس كورونا المستجد، وخاصة بعد أن وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في مايو الماضي، ببدء الفحص المجاني لمواطني الدولة، وعمالة الخدمة المساعدة في منازلهم، وأصحاب الهمم، والنساء الحوامل، والمقيمين ممن تزيد أعمارهم على 50 عاماً، ومن تظهر عليه أعراض مصاحبة للفيروس، والمخالطين المقربين من المصابين. 
إن عدد فحوص الكشف عن الفيروس لم يكن التقدم الوحيد الذي أحرزته دولة الإمارات في مجال مكافحة «كورونا»، فقد توجّهت الدولة في سياساتها الصحية إلى وضع أفراد المجتمع أمام أكثر من خيار فيما لو أرادوا إجراء فحص الكشف عن الفيروس، فوفّرت إمكانية الفحص بمسحة الـ (PCR)، واعتمدت كذلك تقنية (DPI) المبنية على أشعة الليزر للكشف عن الإصابات. كما تمكنت من جذب آلاف المتطوعين لإجراء التجارب السريرية على لقاح للفيروس غير النشِط، حيث انطلقت التجارب في 16 يوليو الماضي في إمارة أبوظبي، وقد أسهم فيها مئات الأطباء والممرضين وأفراد الدعم الإداري والفني، لإجراء فحوص طبية منتظمة على المتطوعين، لضمان صحتهم وسلامتهم، وبما يعزز صحة السكان ويأخذ بقدرات البحث في الدولة إلى المزيد من التطوير، لاسيما في ظل الإعلان في منتصف سبتمبر الماضي أن نتائج الدراسات أظهرت خلال المراحل النهائية من المرحلة الثالثة للتجارب، أن اللقاح آمن وفاعل ونتجت عنه استجابة قوية، وتوليد أجسام مضادة للفيروس.
لقد أثبتت دولة الإمارات، ومن خلال استخدامها أفضل التقنيات الطبية الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد، قدرتَها على تتبع الحالات وكبح تفشي المرض، ما مكّنها من تحقيق مكانة متميزة في العديد من المؤشرات الطبية والاجتماعية في فترة الجائحة، وحجزت لنفسها موقعاً رائداً على الخريطة الدولية في التعامل مع الجائحة بكفاءة ودقّة عاليتَين، عبر إجراءات احترازية تراعي ظروف وحاجات الفئات الاجتماعية على اختلافها، وتوفّر لهم الحماية وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.