منذ بداية فصل الخريف الحالي، شهدت دول نصف الكرة الشمالي، وخصوصاً الدول الأوروبية والولايات المتحدة، زيادة هائلة في تفشي فيروس كورونا بين سكانها، وهو ما تجسد في تحطيم أرقام قياسية عدة على صعيد أعداد الإصابات والوفيات.
ويرد جزء كبير من هذه الزيادة إلى اشتداد برودة الجو في تلك الدول، وأصبحت تسجل أحياناً درجات حرارة تحت الصفر، ما أدى بالتبعية إلى محاولة السكان الاحتفاظ بالدفء من خلال إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ، لمنع تسرب تيار الهواء البارد إلى داخل المنازل وأماكن العمل وباقي الأماكن العامة، هذا السلوك الفصلي السنوي المعتاد، نتج عنه انخفاض في حجم التهوية الخارجية الطبيعية، مما ساعد بدوره الفيروس على الانتقال من شخص إلى آخر.
وعلى النقيض من ذلك، دخلت دول المنطقة في أجمل فصول السنة، إقليمياً، حيث أصبح المناخ يتميز بالاعتدال، لتصبح دول المنطقة وجهة مرغوبة للباحثين عن الجو البارد المعتدل، هذه الظروف المناخية الممتعة، لا بد من استخدامها كإجراء وقائي ضد انتشار الفيروس من خلال الاعتماد على التهوية الخارجية قدر الإمكان، بفتح الأبواب والنوافذ.
أهمية هذا الإجراء، دفع بالعديد من المنظمات الدولية للتعاون لإصدار وتحديث الإرشادات عن كيفية بلوغ أفضل مستوى ممكن من التهوية الطبيعية، لتحقيق أعلى قدر من الوقاية ضد كوفيد19، من هذه المنظمات نذكر: منظمة الصحة العالمية، والمكتب المشترك للصحة والمناخ التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة.
ويمكن للنظم الميكانيكية التي توظف للتدفئة، أو التهوية، أو التبريد، والتي تستخدم للحفاظ على مستويات مريحة وصحية من الحرارة والرطوبة في الأماكن المغلقة، إذا ما تم تشغيلها وصيانتها بشكل سليم، أن تقلل من انتشار كوفيد19، من خلال زيادة معدلات استبدال الهواء، والتقليل من استمرار تدويره داخلياً، واستجلاب الهواء الخارجي بمعدلات أكبر، وإن كان لا يجب في هذه الأجهزة تشغيل نظام إعادة تدوير الهواء (Recirculation Mode). 
أما بالنسبة للمراوح الهوائية، فمن الآمن استخدامها في وجود أفراد العائلة الذين يقطنون نفس المنزل معا، إذا لم يكن أحدهم مصابا بالفيروس. ولكن، يجب تجنب استخدام هذه المراوح عند زيارة أشخاص من خارج العائلة أو السكن حيث يمكن أن يكون أحد الزوار مصابا بالفيروس دون أن تظهر عليه أعراض وعلامات المرض، وساعتها ستساعد المروحة على انتشار الفيروس في الغرفة، وإصابة الآخرين.