تعمل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بشكل متواصل على دعم دور المرأة في المجتمع والحياة العامة وتمكينها في المجالات كافة، حتى باتت الإمارات نموذجاً لتمكين المرأة ليس فقط على الصعيدين العربي والإقليمي، بل والدولي أيضاً، انطلاقاً من حقيقة راسخة مفادها، أن المرأة تمثل بالفعل نصف المجتمع، وهي شريكة رئيسية في صنع المستقبل. 
والحاصل أن المرأة الإماراتية وظفت الدعم المتواصل المقدم لها وفرص تمكينها على النحو الأمثل، فأصبحت تمثل نسبة جيدة من القوة العاملة ورقماً صعباً في سوق العمل، ولها وجودها القوي في المناصب التنفيذية العليا، واستطاعت أن تصل إلى أعلى المناصب، فأصبحت وزيرة وسفيرة وعضوة في المجلس الوطني الاتحادي، بل وشغلت منصب رئيس المجلس، لتكون على رأس السلطة التشريعية في الدولة، وشغلت المرأة الإماراتية مواقع كانت في السابق حكراً على الرجال، فرسخت لنفسها مكانة مهمة في القضاء والجيش والشرطة، وأصبح تمكين المرأة الإماراتية نموذجاً ملهماً لكثير من الدول الأخرى، ومنها الدول العربية. 
ومع كل حديث عن تمكين المرأة الإماراتية، لا بد أن يتم التطرق على الفور إلى الجهود الكبيرة الداعمة لها من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، التي نذرت حياتها لدعم بنت الإمارات وأسهمت جهود سموها الدؤوبة في فتح كل المجالات أمام قيام المرأة الإماراتية بدورها المنشود، بل إن هذه الجهود لم تقتصر على الإمارات فحسب، وإنما امتدت إلى تفعيل دور المرأة العربية بشكل عام، ولا شك أن هذا الدعم الذي مكّن بنت الإمارات من اقتحام كل المجالات والقيام بدور فاعل في الحياة العامة، كان له مردوده الإيجابي لجهة دعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة. 
وقد حمل هذا الأسبوع المزيد من الأنباء السارة لما تحققه المرأة الإماراتية من إنجازات متتالية، حيث تم اختيار معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة وكالة الإمارات للفضاء، ضمن قائمة الـ BBC لأكثر 100 امرأة تأثيراً وإلهاماً في العالم في 2020. وفي سياق متصل، ولأول مرة منذ تأسيسه في عام 1896، أعلن الاتحاد الدولي للناشرين تولي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئاسة الاتحاد، بدءاً من دورة أعماله المقبلة لعام 2021، لتكون بذلك أول امرأة عربية وإماراتية تتولى هذا المنصب في تاريخ الاتحاد، وثاني امرأة على مستوى العالم، بعد الأرجنتينية آنا ماريا كابانيلاس التي تولت رئاسة الاتحاد خلال الفترة 2004 – 2008. ولا شك أن اختيار الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي لهذا المنصب الدولي الرفيع، الذي يعد من أكثر المناصب تأثيراً في قطاع صناعة الكتب والمعرفة، هو سابقة عربية وعالمية تجسد جهود الشيخة بدور القاسمي في دعم صناعة النشر والناشرين على المستويين المحلي والعالمي، كما يعد بمثابة تكريم دولي لمسيرة إمارة الشارقة الثقافية الحافلة بشكل خاص، ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام.
وفي الواقع، فإن هذه الإنجازات المتتالية للمرأة الإماراتية يجب أن تكون محل فخر من قبل كل عربي ومسلم، لأن ما حققته المرأة في الإمارات يدفع في سبيل تحسين الصورة الذهنية عن المرأة العربية والمسلمة لدى دول العالم الأخرى، التي تعتقد أن في موروثنا الثقافي والديني ما يحول دون تطوير دور المرأة في الحياة العامة، وستظل مسيرة إنجازات بنت الإمارات متواصلة في ظل الدعم القوي لها من قبل قيادتنا الرشيدة ومن خلال الجهود المستمرة التي تبذلها «أم الإمارات»، حتى تصل مسيرة التمكين إلى تحقيق كل أهدافها، لتظل دولة الإمارات صاحبة قصب السبق في المجالات كافة، ولتصبح المسيرة التنموية للدولة أكثر ثراء وعمقاً.
 *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية