أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ وقت مبكر أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة في عملية التنمية والتطور التي تشهدها الدولة، فعملت على توفير كل ما يمكنها للقيام بهذا الدور، وها هي بعد مرور خمسين عامًا على قيام الاتحاد تحقق إنجازات غير مسبوقة ليس على المستوى المحلي فقط، بل الخليجي والإقليمي والدولي أيضًا. وهناك العديد من التقارير التي أظهرت هذه الإنجازات وكان آخرها تقرير «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021» الصادر عن البنك الدولي، الأسبوع الماضي، حيث حققت الدولة إنجازًا عالميًّا جديدًا في مجال الموازنة بين الجنسين، وجاءت في المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 
ينطوي هذا التقرير على أهمية كبيرة لأنه من أهم المراجع التي تُعنى برصد الجهود التي تبذلها الحكومات ومتابعتها، وخاصة فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات التي تهدف إلى حماية المرأة وتمكينها اقتصاديًّا، حيث أكد التقرير نجاعة التشريعات والأنظمة التي اتخذتها الدولة، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، والتي أسهمت بشكل كبير جدًّا - بالطبع مع أشياء أخرى تم تبنّيها- فيما وصلت إليه المرأة من مكانة وتمكين في الدولة، حيث نجدها مشاركة بفاعلية في كل مختلف القطاعات حتى تلك التي كانت قبل سنوات، وفي الدول المتقدمة حكرًا على الرجل، فحُق لها أن تفتخر بما حققته ووصلت إليه من قفزات وفي وقت قصير نسبيًّا. 
وقد باركت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، تحقيق الدولة هذا الإنجاز الكبير وربما الفريد من نوعه على مستوى المنطقة، حيث عبّرت عن اعتزازها «ما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات متتالية في جميع المجالات محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، لتتوج نصف قرن من العطاء والبناء والتنمية على مختلف الصعد منذ تأسيس الدولة وحتى الآن، بفضل الرؤية المستنيرة التي أرساها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».
وتنطلق الدولة في اهتمامها بتمكين المرأة من منطلقات عدة: أولها، وربما أهمها ديننا الإسلامي الحنيف الذي كرّم الإنسان ذكرًا أو أنثى، وجعل المرأة نصف المجتمع بحق، بل ومنحها أدوارًا قد لا يقوم بها بالمستوى نفسه من الفاعلية سواها. وثانيها، تقاليدنا العربية الأصيلة التي تؤمن بقيمة المرأة ودورها المكمل للرجل، بل وتعدّها سنده، وملجأه في الشدائد والأوقات الصعبة. وثالثها، التجارب العالمية التي أثبتت أن المرأة تلعب دورًا محوريًّا في عملية التنمية، فالدول المتطورة التي حققت مستويات عالية من التقدم، كانت نسبة مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية فيها عالية. 
لقد أثبتت دولة الإمارات بما حققته من إنجازات في مجال تمكين المرأة، وفي غيرها أيضًا، أنها نموذج يحتذى به على مستوى الخليج، بل والعالم العربي والإسلامي، حيث نجحت في دمج المرأة في معظم المجالات تقريبًا، مع الاهتمام بدورها الأساسي في تربية الأجيال وتهيئتهم ليصبحوا فاعلين في مجتمعهم ومسهمين في حركة تطوره، لتكون المرأة الإماراتية بكل هذه الأدوار ركنًا أساسيًّا في عملية التنمية، بل وفي تحقيق رؤية الإمارات في أن تكون الأفضل في مختلف المجالات، إن شاء الله، حتى قبل الذكرى المئوية لتأسيسها.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية