من المعتاد منذ عقود طويلة، استخدام نظم الرعاية الصحية لشهادات التطعيم، وهي عبارة عن وثيقة صحية يتم من خلالها تسجيل أنواع التطعيمات التي تلقاها الشخص، وتواريخها، وأحياناً حتى الشركة المصنعة، ورمز شحنة التطعيم المستخدمة.

هذا النظام رغم فوائده الجمة، كان يعاني من مشاكل وصعوبات، نتجت غالبيتها من حقيقة أن شهادات التطعيم تلك كانت ورقية، مما يجعل من المحتمل أن تتلف، أو تفقد، وفي بعض الأحيان أن تزور. ولذا، مع التطور التقني الهائل، وهيمنة التكنولوجيا الرقمية على غالبية جوانب الحياة المعاصرة، تزايد الاهتمام بشهادات التطعيم الرقمية، وخصوصاً في ظل وباء كوفيد- 19.

فمنذ شهور يدور في المحافل الدولية، مقترح لشهادة تطعيم رقمية لكوفيد-19، كآلية يمكن من خلالها تخزين واسترجاع البيانات الطبية المتعلقة بهذا المرض بشكل شخصي وفردي. وبخلاف أن مثل هذه الشهادة يمكن من خلالها معرفة الحالة التطعيمية لحاملها، ونوع وعدد الجرعات التي تلقاها حتى الآن، يمكنها أيضاً أن تستخدم للسفر بين الدول المختلفة، مثلها في ذلك مثل شهادة التطعيم ضد الحمى الصفراء، والتي تشترط بعض الدول الحصول عليها قبل الدخول إلى أراضيها. ومؤخراً، وبالتحديد في السابع والعشرين من الشهر الماضي، تلقى اقتراح إصدار شهادات تطعيم دولية رقمية ضد كوفيد-19 دفعة قوية، مع نشر منظمة الصحة العالمية وثيقة استرشادية للدول الأعضاء وباقي الأطراف المعنية، تتضمن المتطلبات التقنية لإصدار مثل هذه الشهادات، ومعايير الاعتراف بها واعتمادها من قبل الدول الأخرى.

وتعتبر هذه الوثيقة هي الأولى من نوعها ضمن سلسلة وثائق معنية بالمعايير الدولية والشروط الفنية الواجب اتباعها، لرقمنة وإصدار واعتماد وقبول شهادات التطعيم ضد كوفيد- 19.

ويأتي نشر هذه الوثيقة الاسترشادية من قبل منظمة الصحة العالمية، على الرغم من أن المنظمة تتبنى موقفاً لا تؤيد فيه ضرورة إظهار إثبات تلقي التطعيم، حتى يتمكن الشخص من السفر. وإنْ كان موقف المنظمة يتضمن أيضاً أنه في بعض المواقف، وبناء على تقييم المخاطر للدول المعنية، يمكن طلب معلومات وبيانات عن الحالة التطعيمية ضد كوفيد- 19، كوسيلة لتجنب فترات الحجر الصحي الطويلة الأجل، أو للإقلال من عدد مرات الفحوصات التشخيصية الإلزامية بعد الوصول.

* كاتب متخصص في الشؤون العلمية والطبية.

في السابع والعشرين من الشهر الماضي، تلقى اقتراح إصدار شهادات تطعيم دولية رقمية ضد كوفيد-19 دفعة قوية